خلال مدة الحمل، ينمو الجنين في رحم الأم داخل الكيس الأمنيوسي الذي يحتوي على مياه الجنين التي تُعرف بالسائل الأمنيوسي أو الأمنيوتي (Amniotic fluid)، ألا وهي السوائل المحيطة بالجنين تقوم بعدة وظائف لضمان سلامة نموه خلال فترة الحمل.[١]



ما هي مياه الجنين؟

تعرف مياه الجنين على أنها سائل نقي يميل لونه إلى اللون الأصفر، يحيط بالجنين وهو في رحم أمه، حيث إنّه يعد مهماً جداً لنمو وتطوره بشكل صحي، وعادة ما يبدأ هذا السائل في التكوّن خلال أول 12 يوماً من الحمل،[٢] وتكون كمية هذا السائل في أعلى مستوياتها في الأسبوع 34 من الحمل، حيث يكون متوسط حجمها حوالي 800 مليلتر، بينما تتناقص كمياتها بشكل طفيف لتصل في نهاية الحمل إلى ما يقارب 600 مليلتر، ويُعد مستوى السائل مهمًا جدًا للحفاظ على صحة كلٍ من الأم والجنين.[٣]


مم تتكون مياه الجنين؟

تتكون مياه الجنين بشكل أساسي من الماء ويكون مصدره في البداية من الأم، حيث تنتج هذه المياه من السوائل والأملاح الموجودة في بلازما دم الأم، ومع تقدم الحمل، يبدأ الجنين بابتلاع السائل الأمنيوسي وإخراج البول، وبذلك تصبح مياه الجنين بعد الأسبوع العشرين من الحمل تتكون في الأغلب من بوله، كما أنّ مياه الجنين تحتوي على المكونات الضرورية لنمو الجنين مثل: المواد المغذية له، والهرمونات اللازمة لنموه، بالإضافة لمضادات الأجسام التي تساعد على مقاومة الإصابة بالعدوى وحمايته من الأمراض.[٤][٥]


ما هي وظيفة مياه الجنين؟

تكمن الوظيفة الأساسية لمياه الجنين في المحافظة على نموه بشكل سليم داخل الرحم، بالإضافة إلى العديد من الوظائف الأخرى، ومنها:[٢]

  • حماية الجنين: حيث تحمي أعضاء الجنين من الضغط والضربات الخارجية.
  • التحكم في درجة حرارة الجنين: حيث تعزل السوائل الجنين وتبقيه دافئًا، وبالتالي فإنها تحافظ على توازن درجة حرارته.
  • الوقاية من العدوى: حيث إنها تحتوي على أجسام مضادة والتي بدورها تزود الجنين بالمناعة ضد الإصابة بالعدوى.
  • نمو الجهاز التنفسي والهضمي للجنين: حيث إنّ استنشاق الجنين وابتلاعه للسائل خلال فترة الحمل يعد بمثابة تمرين للعضلات المسؤولة عن عمليتي التنفس والهضم.
  • نمو عضلات الجنين وعظامه: حيث توفر هذه المياه مساحة كافية حتى يتمكن الجنين من الحركة، مما يسهم في نمو وتطور عضلاته وعظامه بشكل سليم.
  • منع التصاق أعضاء الجنين ببعضها: حيث إنه يمنع التصاق أجزاء الجسم كالأصابع القريبة من بعضها خلال نموها.
  • حماية الحبل السري: حيث تمنع هذه المياه من تعرّض الحبل السري المسؤول عن نقل الأكسجين والغذاء للجنين خلال نموه للضغط أو الانثناء.


ما هي المشاكل الصحية المتعلقة بمياه الجنين؟

نذكر فيما يأتي بعضاً من المشاكل الصحية المتعلقة بمياه الجنين:

  • تغير لون مياه الجنين: في الوضع الطبيعي تكون مياه الجنين كما ذكرنا سابقًا نقية ومائلة للون الأصفر الباهت، ويُعد ظهورها بالون الأخضر أو البني دلالةً على تبرز الجنين في الرحم قبل ولادته، ويسمى هذا البراز بالعقي، ومن الجدير بالذكر أنّ اختلاط العقي مع مياه الجنين قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات تؤثر في الجهاز التنفسي للجنين نتيجة لاستنشاقه، ودخوله إلى رئتي وجسم الجنين.[٤]
  • تغير رائحة مياه الجنين: تعد الرائحة الكريهة لمياه الجنين دلالة على الإصابة بالتهابات، سواءً أكان ذلك مصحوباً بارتفاع في درجة حرارة الجسم أو بدون، ويمكن ملاحظة تلك الرائحة الكريهة في حال نزول مياه الجنين، وينصح حينها بالاتصال الفوري بالطبيب.[٥]
  • نقص مياه الجنين: ويقصد بها نقص كمية مياه الجنين مقارنةً بالكمية المتوقعة لعمر الجنين، ويتم تشخيص هذه الحالة باستخدام جهاز الموجات فوق الصوتية أو ما يعرف بالسونار، وهناك العديد من الأسباب المؤدية لنقص كمية مياه الجنين، ومنها:[٦]
  • نزول وتسرب مياه الجنين.
  • انفصال المشيمة بشكل جزئي أو كلي عن جدار الرحم.
  • حدوث بعض المشاكل الصحية لدى الأم، مثل: ارتفاع ضغط الدم.
  • استخدام الأم لبعض أنواع الأدوية.
  • إصابة الجنين ببعض المشاكل الصحية مثل: العيوب الخلقية.
  • زيادة مياه الجنين: ويعرف بزيادة في حجم مياه الجنين مقارنةً بالمعدلات الطبيعية، وهناك العديد من العوامل المؤدية لزيادة مياه الجنين وتتضمن:[٥]
  • حدوث التشوهات الخلقية لدى الجنين.
  • الحمل بتوأم أو أكثر.
  • إصابة الأم بسكري الحمل.


المراجع

  1. "Embryology, Amniotic Fluid", NCBI, Retrieved 5/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "What's to know about amniotic fluid?", medicalnewstoday, Retrieved 5/1/2021. Edited.
  3. "Amniotic fluid", medlineplus, Retrieved 5/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "AMNIOTIC FLUID", marchofdimes, Retrieved 5/1/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Amniotic Fluid Characteristics and Common Problems", verywellfamily, Retrieved 5/1/2021. Edited.
  6. "What are the treatment options for low amniotic fluid during pregnancy?", mayoclinic, Retrieved 6/1/2021. Edited.