مع اقتراب الطفل من عمر السنتين يصبح أكثر استقلالية، ويبلغ من العمر ما يكفي ليمشي ويتناول الطعام دون مساعدة والديه، كما يكتسب ويتعلم الكثير من السلوكيات والمهارات الجديدة،[١]فكيف نتعامل مع الطفل في عمر السنتين؟ وما هي أسس التربية الصحيحة له؟
إخباره بما يمكنه فعله
عندما يبلغ الطفل العامين من العمر يجب على الوالدين أن ينسوا كلمة "لا"، وأن يقللوا من قولها للطفل، فالنمذجة هي الطريقة الأساسية التي يتعلم بها الطفل، لذا على الوالدين إخبار طفلهم بما يمكنه فعله، وليس بما لا يمكنه فعله، وذلك يعيد تركيز الطفل أو توجيهه بفعل الصواب.[٢]
كما يساعد استخدام اللغة الإيجابية في توجيه سلوكه الطفل، وذلك بمنحه إجراءً للامتثال له، أو شيء ليفعله، بدلاً من الاضطرار إلى إيقاف سلوكه أو كبح اندفاعه.[٢]
فمثلًا بدلاً من قول "ممنوع القفز على الأريكة" للطفل، يمكن إخباره بضرورة الجلوس على الأريكة للقراءة مثلًا، وتوجيهه لأن الأرض هي المكان الذي يقفز فيه الأشخاص، فمن الممكن القول له "هل نقرأ على الأريكة أم نقفز على الأرض؟".[٢]
تجاهل سلوكياته غير المرغوب فيها
يتعلم الطفل البالغ من العمر عامين من خلال تكرار السلوكيات مرارًا وتكرارًا، كما أنه غير قادر تمامًا على التفكير في أن قول كلمة سيئة يجعل والديه يشعرون بالضيق، إنما سيفكر فقط في رد فعلهم الفوري، ثم قول هذه الكلمة مرارًا وتكرارًا لأن رد فعل الوالدين مثير جدًا لاهتمامه.[٣]
وإذا أظهر الطفل سلوكًا غير مرغوب به يجب تجاهله وعدم إظهار أي ردة فعل على السلوك الذي قام به، والحديث معه بنبرة محايدة، فالتجاهل وعدم إعطاء استجابة عاطفية كبيرة يجعل الطفل يفقد الاهتمام بالسلوك غير المرغوب فيه ولا يكرره لاحقًا.[٣]
الاعتراف بمشاعره وتسميتها
يتعلم الطفل في عمر السنتين ماهية المشاعر ويعبر عنها بطرق بدائية، وليس بطرق مقبولة اجتماعيًا، ومن المهم جدًا تعليمه أولاً تسمية مشاعره، وجعله يدرك أن مشاعره يجب الشعور بها، وتعتبر تسمية المشاعر هي الخطوة الأولى في تعلم الطفل كيفية التعبير عن مشاعره بطرق أفضل.[٣]
كما أن الاعتراف بمشاعر الطفل وإخباره بأنه لا بأس في الشعور بما يشعر به، يساعده على فهم المشاعر ويقوده إلى إظهار تعاطف أفضل وسلوكيات اجتماعية إيجابية، كما يرتبط التحدث عن المشاعر أيضًا بإظهار المزيد من سلوكيات المشاركة والمساعدة لدى الأطفال الصغار.[٣]
منحه بعض الاستقلالية
قدرات الطفل البالغ من العمر عامين تتطور بسرعة للتنقل جسديًا في عالمه، والاختلاط بالآخرين، والتعبير عن نفسه، مما يسمح له بإرضاء فضوله بطرق لم يكن بمقدوره عملها قبل بضعة أشهر فقط، حيث تبدأ شخصيته بالظهور بوضوح في هذا السن.[١]
إن الصفات التي تميز الطفل بعمر السنتين هي؛ الفضول النهم، والآراء القوية، ومن الممكن أن يخلق هذا تحديًا للآباء، فعلى سبيل المثال، قد تريد الأم من طفلتها أن ترتدي سترتها الصفراء، لكن الطفلة تصر على أنها ترغب بارتداء فستان أحمر صيفي في يوم بارد، أو رغبتها بأن تأكل لوحدها دون مساعدة أمها، وهذ لحماسها للقيام بالأشياء بنفسها.[١]
وعلى الوالدين أن يعوا تمامًا بمنبع هذه التصرفات الغريبة، وأن يحاولوا جاهدين لإعطاء أطفالهم بعض الاستقلالية، وذلك بجعلهم يقومون ببعض الأمور اليومية بأنفسهم دون تدخل، كتناول الطعام مثلًا، أو شرب العصير.[١]
المراجع
- ^ أ ب ت ث "Your Guide to Parenting a 2-Year-Old", parents, Retrieved 23/9/2022. Edited.
- ^ أ ب ت "Toddlers and Twos: Parenting During The "No" Stage", brighthorizons, 15/7/2020, Retrieved 23/9/2022. Edited.
- ^ أ ب ت ث "The Secret to Your 2-Year-Old’s Heart (and gaining their cooperation)", nurtureandthriveblog, Retrieved 23/9/2022. Edited.