كيفية تربية الأطفال العنيدين

إنّ صفة العنادة يصعب التعامل معها، خاصةً إذا كانت في الطفل، فهو يكون رافضًا لتعليمات والديه، ولا يستمع إليهم، ولا يُغير رأيه بسهولة، ويميل إلى التحدي والجدال، وفي هذه الحالة لا يعرف الأهل كيفية التعامل مع ابنهم، ويقعون في حيرة من أمرهم، وفي هذا المقال نُقدم للأب والأم طرقًا في كيفية التعامل مع الطفل العنيد.

امنحا طفلكما سلطة الاختيار

أحد أسباب العنادة عند الأطفال هي محاولة الشعور بالسيطرة، لذلك يُمكنكما منح طفليكما هذا من خلال مساعدته في قول رأيه أو الاختيار في بعض المسائل، مثل: اختيار طعام الغداء، أو عند الخروج للتنزه، واحرصا على عدم تقديم أكثر من خيارين له، وبناءً على ذلك سيبدأ يشعر الطفل بأنّ حاجته لاتخاذ القرارات مشبعة.^[١]

تجنبا الإكثار من قول "لا"

يحتاج الأطفال إلى سماع كلمة "لا" فيما يخص الكثير من الموضوعات، ولكن إذا استخدمتما هذه الكلمة بكثرة سيُصبح الطفل أكثر تحديًا وعنادةً، ويُمكن أيضًا استبدال كلمة "لا" بكلمات أُخرى تبدآن فيها بمدح طفلكما؛ ومن ثم تُخبرانه بالطلب، مثلًا استبدلا عبارة "لا تأكل الكثير من الشوكلاتة، هذا ممنوع" إلى "أُريدك أن تكبر وتُصبح قويًا، والخضراوات ستُساعدك على ذلك".^[١]

حاولا التقرب من عالمه

لا تجبرا طفلكما على فعل أُمور لا يُريدها بالإكراه، حتى لا يتمرد، وحاولا التقرب منه وفهمه وبناء صداقة معه، فمثلًا إذا كنتما تُريدان أن يُغلق الطفل التلفاز، ويذهب إلى ليحل واجباته المدرسية ورفض بشدة، فاجلسا معه لمشاهدة التلفاز، وأثناء ذلك ناقشاه حول ما تُشاهدونه معًا، وبعد فترة اطلبا منه أداء واجباته المدرسية، وأنتما بالقرب منه، هذا سيخلص صداقة قوية بينكما.^[٢]

كونا قدوةً له

اسألا نفسكما ما إذا كنتما قدوةً صالحةً لطفلكما في التعامل والأخلاق، فإذا كنتما عنيدين وبينكما مشاكل عائلية، فيجب تغيير ذلك؛ لأنّ الطفل اكتسب العنادة منكما، كما من المهم أن تعترفا لطفلكما بأنّكما تُحبانه، وأنّ مشاعره بالنسبة لكما مهمة، واسألاه عن مشاعره، مثل: هل أنت سعيد؟ هل أنت حزين؟ هل أنت متحمس؟ فهذه بداية في تعلم الطفل كيفية التعبير عن مشاعره، وأسلوب للتهدئة يحتاج إلى الصبر والتشجيع.^[٣]

في ضوء ما سبق، إنّ الأطفال العنيدين يتسمون بالعاطفة والحسم والتصميم على الرأي، وهذا يجعل الأبوين في تحدٍ كبير؛ لذلك عليكما الصبر والتحمل، وأن تساعدا طفلكما على أن يكون مرنًا ومسؤولًا وإيجابيًا، وقد تسهمان في تقوية شخصيته إلى الأفضل باتباع ذلك.^[٣]

اتركاه يتعلم تحمل المسؤولية

بصفتكما والد ووالدة، فأنتما مسؤولان عن ضمان عدم تعرض طفلكما للأذى الشديد، ولكن إذا كان عنيدًا لدرجة أنّه لا يهمه توجيهاتكما، فالأفضل هو أن تُعطياه تحذيرات وليس توجيهات بصيغة الأمر، مثلًا إذا كان الجو ماطرًا في الخارج ولم يرتدِ الطفل قبعته، فأخبراه بأنّه إذا لم يرتدها سيتبلل، وإن لم يفعل ذلك وتبلل، ستكون بدايةً إلى أن يشعر بأهمية أن يأخذ كلامكما بعين الاعتبار.^[٣]