يُحاول الأهل حماية أطفالهم وتسهيل حياتهم قدر المُستطاع، إلا أنه في بعض الأحيان قد يغض الأهل البصر عن التأثير السلبي لهذه السلوكيات التي قد تؤثر سلباً في شخصية الطفل وتطورها مع تقدُّمه في العمر.
وتالياً في المقال توضيح لأهم سلوكيات الأهل التي قد تُدمِّر شخصية الطفل.
سلوكيات تُدمر شخصية الطفل
هُناك العديد من السلوكيات التي قد تصدر عن الأهل بغاية حماية الطفل، أو تسهيل الحياة عليه، أو بغاية دفعه للاجتهاد والإنجاز، إلا أن هذه السلوكيات قد تُدمر شخصية الطفل وتُساهم في تعرُّضه للعديد من الصعوبات مع تقدُّمه في العمر، ويُمكن توضيح هذه السلوكيات كالتالي:[١][٢]
عدم تحميلهم أي مسؤولية
حيث يعيش الأطفال في منزل لا يقومون به بأي عمل منزلي، وذلك للتخفيف عنهم أو عدم إجبارهم على عمل شيء لا يُريدونه، إلا أن هذا الأمر قد يكون له العديد من العواقب السلبية على المدى الطويل مع تقدُّم الطفل في العمر، وقد يُسبب له صعوبات عندما يضطر الطفل أن يقوم بالأعمال المنزلية لوحده، كما أنه يُربي الطفل على أن يكون كسول ولا يُمكنه الاعتماد على نفسه.
ويُجدر بالذكر أن قيام الأطفال بالأعمال المنزلية المُناسبة لأعمارهم تُساعد الطفل على بناء شخصية قوية وفعالة في المُجتمع كما أنها تُعطي شعور بالرضا للطفل عن ذاته، إضافة إلى أنه سيكون أقل اعتماداً على من حوله مع مرور السنين وسيكون على دراية بالأمور الواجب قيامها للمُحافظة على بيئة نظيفة من حوله.
منعهم من ارتكاب الأخطاء
الإفراط في منع الطفل من ارتكاب أي خطأ أو عدم السماح لهم بأن يحظو بأي تجربة تعليمية تخلق طفلاً قلقاً وخائفاً في المُستقبل، وبالطبع لا ضرر من توجيه الطفل لتفادي الأخطاء الجسيمة، إلا أن الأخطاء الخفيفة قد تكون مُفيدة.
حيث إن اقتراف الأخطاء البسيطة هي فُرصة لتعلُّم الطفل دروساً، سواء للحياة المدرسة عندما يُخطئ في بعض الأسئلة، أو في الحياة العملية عندما يُخطئ في أمور الحياة اليومية.
حمايتهم من أي مشاعر سلبية
قد يشعر الآباء بضرورة إشعار أولادهم بالسعادة في حال كانوا يشعرون بالحزن، أو تهدئتهم في حال كانوا غاضبين، إلا أن ردّة فعلنا تجاه مشاعر أطفالنا يكون لها آثار كبيرة على تطوُّر الذكاء العاطفي للطفل بالإضافة إلى ثقته بذاته.
علِّم أولادك أن يُحددوا ماهية مُحفِّزات المشاعر السلبية أو الغضب لديهم وكيفية التعامل معها بطريقة إيجابية دون اللجوء للتعبير السلبي عن المشاعر سواء بالصراخ، أو البُكاء، أو الضرب.
بناء عقلية الضحية لديهم
حيث إنه بدلا من قول "نحن فقراء ولا نستطيع شراء ما تُريد" يُمكنك قول "هيا نبدأ مشروعاً صغيراً نجمع فيه المال الذي تحتاجه لشراء ما تُريد"، وبذلك لا تُحفر في تفكير الطفل أن الظروف هي التي تُسيِّر حياته وأنه ضحية لها، وإنما يُمكنه صنع ظروف جديدة لتحقيق أحلامه ومُبتغاه مع تقدُّمِه بالسن.
الحماية المُفرطة لهم
صحيح أن إبقاء الطفل تحت عينك في جميع الأوقات يُشعرك بالراحة، إلا أن عزل الطفل عن كل ما يُحيط به خشية أن يُصاب بأذى أو إصابة يخلق إما خوفاً من تجارب الحياة المُختلفة أو رغبة شديدة لكسر كُل القواعد الموضوعة وتجرية كل شيء دون علم أهله.
لذلك، من المُهم إعطاء الطفل مسافة أمان بتوجيه منك لتجربة وتعلُّم أشياء جديدة.
التوقعات الزائدة من الطفل
التوقعات المُرتفعة تُحفِّز الطفل على بذل أقصى جهوده، ولكن إن أردت أن تُطاع اطلب المُستطاع، حيث إنه في حال طلبت المُستحيل من طفلك قد يُؤدي ذلك إلى رفض الطفل القيام بأي شيء، كون أن أي إنجاز له لن يكون بمستوى توقعاتك.[٣]
بالمُقابل، احرص على توضيح ما تريده من الطفل، وشرح أن غايتك من توقعاتك المُرتفعة هي لأجله ولأجل بناء حياة أفضل له، وتعليمه الاجتهاد وبذل أقصى الجهود في جميع نواحي حياته.
معاقبة الطفل بدلا من تأديبه
يحتاج الطفل أن يتعلم أن بعض التصرُّفات لها عواقب وخيمة، ولكن هُناك فرق شاسع ما بين التأديب والمُعاقبة، حيث إن الطفل الذي يتم تأديبه يتعلَّم أنه أخطأ الاختيار والتصرف، أما الأطفال المُعاقبين فيعتقدون أنهم هم أشخاص سيئين، وبكلمات أخرى، يُساعد التأديب الطفل على تحسين اختياراته مع تقدُّمه في العمر، أما المُعاقبة فيجعل الطفل يعتقد أنه لم يكون شخصاً جيداً أبداً.[٤]
المراجع
- ↑ "A psychotherapist shares the 7 biggest parenting mistakes that destroy kids’ confidence and self-esteem", cnbc, Retrieved 3/7/2022. Edited.
- ↑ "abuse-by-parents-spoil-child-personality", wowparenting, Retrieved 3/7/2022. Edited.
- ↑ "What You Need to Know About Disciplining Your Child", psychalive, Retrieved 3/7/2022. Edited.
- ↑ "Ten Ways Parents Destroy Their Children's Self-Esteem", wowparenting, Retrieved 3/7/2022. Edited.