قد تحدث حالة تسمّم الحمل (Eclampsia) نتيجة لتطوّر حالة صحية تُعرف بما قبل تسمّم الحمل (Preeclampsia)، والّتي تعدّ من الحالات الطبيّة نادرة الحدوث لدى الحامل،[١] تابعي هذا المقال لمعرفة حيثيّات تسمّم الحمل بتفاصيل أدق.


تسمّم الحمل

ينطوي تسمّم الحمل على حدوث نوبات تشنّجية لا علاقة لها بأيّ اضطرابات عصبيّة سابقة، ويحدث عادةً لدى الحوامل اللواتي يعانين بعد الأسبوع 20 من الحمل من حالة ما قبل تسمّم الحمل المرتبطة بارتفاع ضغط الدّم، وغالباً ما يؤثر تسمم الحمل أيضاً في وظيفة أحد أعضاء الجسم وزيادة نسبة البروتين في البول.[٢][٣]


أوقات حدوث تسمّم الحمل

وفقًا لما نشرته مجلة صحة المرأة عام 2016 قد يحدث تسمّم الحمل في مراحل مختلفة مرتبطة بالحمل، يمكن ذكرها كالتالي:[٤]

  • الثلث الأخير من الحمل: وتحديدًا بعد الأسبوع 28 من الحمل، ويشكّل معظم الحالات بنسبة 91%.
  • الثّلث الأول والثاني من الحمل: وتحديدًا في الفترة ما قبل الأسبوع 20 من الحمل، ويحدث هذا في حالات خاصّة، وحقيقة قد تحدث تشنّجات في النصف الأول من الحمل مصاحبة لارتفاع كل من ضغط الدّم والبروتين في البول، ويجدر الانتباه هنا إلى أنّه يجب التعامل معها كتسمّم حمل منذ بدايتها بعد استثناء أي مسبب مرضي آخر.
  • الفترة ما بعد الولادة: حيث تتراوح نسبة حدوث تسمّم الحمل بين 0.2-0.5% من جميع حالات الولادة.


أعراض تسمّم الحمل

نظراً لأنّ ما قبل تسمّم الحمل قد يقود إلى تسمّم الحمل فقد تتداخل أعراض كلتا الحالتين، ويمكن بيان ذلك كما يأتي:

  • الأعراض المرتبطة بما قبل تسمم الحمل: في بداية الأمر قد يسبّب تسمّم ما قبل الحمل ارتفاعًا في ضغط الدّم ووجود البروتين في البول (زلال الحمل)، ومع تقدّم الأمر وتطوره قد يؤدي ذلك إلى عدة أعراض أخرى، ومنها:
  • حرقة شديدة.
  • الشعور بتوعّك شديد.
  • تورّم في القدمين، الكاحلان والوجه وأجزاء مختلفة من الجسم.
  • الغثيان أو القيء.
  • صداع شديد.
  • ألم تحت الأضلاع.
  • زيادة الوزن المفرطة الناجمة عن احتباس السوائل.
  • مشاكل في الرؤية مثل عدم وضوح الرّؤية.
  • الأعراض المرتبطة بتسمم الحمل: بمجرد تطور حالة ما قبل تسمم الحمل من المحتمل أن تعاني المرأة من الأعراض الأكثر شيوعًا المرتبطة بتسمّم الحمل كما يأتي:[٥]
  • نوبات تشنّجية.
  • فقدان الوعي.
  • تغيرات سلوكية غير مبررة كالانفعال والتهيج.


أسباب وعوامل خطر الإصابة بتسمم الحمل

كما ذكرنا من قبل يعد تسمم الحمل حالة نادرة، ولكن تزداد فرصة حدوثه في الحالات الآتية:[٦][٥]

  • التاريخ العائلي أو الشخصي للإصابة بتسمّم الحمل أو ما قبل تسمّم الحمل.
  • حدوث مشاكل في الحمل السّابق، مثل حدوث تأخّر في النمو داخل الرحم، أو موت الجنين، أو حمل متعدد الأجنّة.
  • الحمل في سن صغير، كأن تحمل الفتاة في سن المراهقة.
  • الحمل في سن أكبر من 35 سنة.
  • خلل في النظام الغذائي.
  • الإصابة بأمراض أو وجود حالات طبيّة تزيد من فرص تسمّم الحمل، ومنها:[٦]
  • نقص مضادات الثرومبين، وهو بروتين يوجد في مجرى الدم، يعمل كمميّع للدّم ويمنع حدوث التخثّر أكثر من اللازم.[٧]
  • اضطرابات في الأوعية الدموية والقلب.[٦]
  • الذئبة الحمامية، وهي أحد أمراض المناعة الذّاتيّة، حيث يهاجم الجهاز المناعي الأنسجة السليمة عن طريق الخطأ ويؤثّر في أنظمة الجسم المختلفة.[٨][٦]
  • سكري الحمل.[٦]
  • ارتفاع ضغط الدم المزمن.[٦]
  • السمنة المفرطة وزيادة الوزن.[٦]
  • العدوى.[٦]


تشخيص تسمّم الحمل

تشخّص حالة تسمم الحمل بعد إجراء الفحص البدني وقياس ضغط الدم ومعدل التنفس بانتظام، بالإضافة إلى العديد من فحوصات الدم والبول لمعرفة أسباب النوبات، ومنها فحص عوامل تخثر الدم، ومستويات الكرياتينين، ووظائف الكبد، ومستويات البروتين في البول وغيرها.[٩]


علاج تسمّم الحمل

يمكن علاج تسمم الحمل بالرعاية الطبية المناسبة، حيث يجب اتباع التعليمات الصحية لإنجاب طفل سليم وتجنب مضاعفات الحالة أو استمرارها بعد الولادة، وفي الواقع قد يُلجأ لإعطاء الحامل بعض الأدوية المضادة للنوبات التشنجية، أو أدوية لخفض ضغط الدم،[١٠] بالإضافة إلى إدارة الحالة من خلال مراقبة معدل ضربات القلب، وضغط الدم، ومستويات الكرياتينين والبول بانتظام،[٥] ولكنّ أفضل طريقة لعلاج تسمّم الحمل هي ولادة الطفل في أسرع وقت ممكن، وغالبًا ما تختفي الأعراض لدى الأم وتتحسّن حالتها الصحيّة بعد 6 أسابيع من الولادة.[١]


الوقاية من تسمم الحمل

تجدر الإشارة إلى أهمية الحصول على الرعاية الطبية المناسبة طيلة فترة الحمل، حيث يساعد ذلك على اكتشاف أي حالات صحية كتسمم الحمل وعلاجها أو إدارتها مبكّرًا، وقد يؤدي الحصول على علاج لحالة ما قبل تسمم الحمل إلى الوقاية من تسمم الحمل.[١١]


دواعي مراجعة الطبيب

لا بدّ من زيارة الطبيب في حال وجود أعراض لتسمّم الحمل أو ما قبل تسمّم الحمل، وحقيقة يجدر طلب الرعاية الطبية الفورية في الحالات التالية:[١٢]

  • انخفاض الوعي.
  • حدوث النوبات التشنجية.
  • تغير في الرؤية.
  • نزيف مهبلي ذا لون أحمر فاتح.
  • قلة حركة الطفل بشكل واضح.
  • صداع شديد.
  • ألم شديد في المنطقة العلوية اليمنى من البطن.
  • الغثيان أو التقيؤ.


المراجع

  1. ^ أ ب "Everything you need to know about eclampsia", medicalnewstoday, Retrieved 21/12/2020. Edited.
  2. "Preeclampsia", mayoclinic, Retrieved 6/2/2021. Edited.
  3. "Eclampsia: an overview clinical presentation, diagnosis and management", medcraveonline, Retrieved 21/12/2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Eclampsia During Pregnancy – Symptoms, Causes, and Treatment", parenting, Retrieved 6/2/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Eclampsia", emedicine.medscape, Retrieved 21/12/2020. Edited.
  6. Causes of Acquired Antithrombin Deficiency 1,Severe burns 9 chemotherapy with Asparaginase More "ANTITHROMBIN DEFICIENCY", stoptheclot, Retrieved 6/2/2021. Edited.
  7. lupus erythematosus Systemic lupus erythematosus (SLE) is,the skin, joints, kidneys, brain, and other organs. "Systemic lupus erythematosus", medlineplus, Retrieved 6/2/2021. Edited.
  8. "Eclampsia", medlineplus, Retrieved 21/12/2020. Edited.