تبرز الجنين في الرحم وهل هو خطر؟

عند ولادة الطفل ينتظر الجميع خروج مادة العقي (بالإنجليزية: Meconium)، وهي البراز الأول الذي يخرجه الطفل بعد الولادة مباشرة، ويعدّ حينها مؤشّر على سلامة الجهاز الهضمي وعمله بشكل صحيح، وتتصّف هذه المادّة بأنها خضراء اللون ولزجة وسميكة، وهي ناتجة عمّا يبتلعه الطفل أثناء فترة الحمل من السائل الأمينوسي والدهون والبروتينات والإفرازات المعوية، ويقوم بإخراجها عند الولادة وهذا ما يحصل بالوضع الطبيعي، أي أنّ تبرّز الطفل يتم بعد الولادة وقد يتساءل البعض إن كان الجنين يتبرّز قبل ذلك؛ أي في رحم أمّه وإن كان هذا طبيعيّا أو يشكّل خطورة.^[١]

تبرّز الجنين في الرحم

أثناء فترة الحمل وفي الحالة الطبيعية، يتّصل الجنين بأمه عن طريق الحبل السرّي المرتبط بالمشيمة، ويحصل على كل ما يحتاجه من أغذية وأكسجين عن طريق الأوعية الدموية الموجودة في هذا الحبل، وبعدها يتم نقل الفضلات والمخرجات من الجنين إلى الدورة الدموية للأم عبر الحبل السريّ أيضاً، لتقوم هي بالتخلص منها،^[٢] وبذلك يمكن القول بأنّ الجنين لا يتبرز في الرحم بشكل مباشر في العادة، وذلك بسبب عدم توافر فرصة لتراكم الفضلات وإخراجها،^[٣] ولكن هناك بعض الأطفال يتبرّزون في رحم الأم، ولا يكون هذا مؤشرا للقلق إلا إذا ابتلع الطفل مادة العقي أو استنشق السائل الأمينوسي الملطّخ بالعقي ووصل إلى رئتيه.^[٤]

عوامل تزيد من فرصة تبرّز الجنين في الرحم

نذكر فيما يأتي بعضاً من العوامل التي تزيد من فرصة تبرز الجنين في الرحم:^[٤]

• عدم وصول كميات كافية من الدم والأكسجين إلى الجنين، وتعرف هذه الحالة باسم الضائقة الجنينيّة (بالإنجليزية: Fetal distress)، وعادة ما تكون مرتبطة بمشاكل في المشيمة والحبل السرّي.
• إصابة الأم ببعض المشاكل الصحيّة؛ مثل: ارتفاع ضغط الدّم والسّكّري.
• تدخين الأم خلال فترة الحمل.
• صعوبة الولادة وطول مدتها.
• ضعف نمو الجنين داخل الرّحم.
• تأخّر موعد الولادة، فقد أشارت إحدى الدّراسات التي تمّ نشرها عام 2020 في موقع Stat Pearls إلى أن نسبة تبرز الأطفال في رحم أمهاتهم الذين يولدون في موعد ولادتهم الطبيعي تتراوح ما بين 12-20%، بينما الأطفال الذين تأخرت ولادتهم عن الموعد الطبيعي فإن نسبة تبرزهم في رحم أمهاتهم ارتفعت لما يقارب 40%.^[٤][٥]

مضاعفات تبرّز الجنين في الرّحم

إن تبرّز الجنين في الرّحم وإخراجه لمادة العقي قد لا يشكّل أيّة خطورة ولا يسبّب حدوث أي مضاعفات، إلا أنّ بعض الأطفال قد يستنشقون العقي، وبالتالي قد يصل إلى الرّئتين مسبّبا بذلك مضاعفات خطيرة منها:^[٤]

• متلازمة ابتلاع العقي (بالإنجليزية: Meconium Aspiration Syndrome).
• الضائقة التنفسيّة (بالإنجليزية: Fetal Distress).
• التهاب رئوي (بالإنجليزية: Pneumonia).

متلازمة ابتلاع العقي

تعد متلازمة ابتلاع العقي من أكثر مضاعفات تبرز الطفل في الرحم خطورة، وهي تنتج عن ابتلاع الطفل أو استنشاق السائل الأمينوسي الذي يحتوي على العقي ووصوله إلى الرّئتين، إذ أن العقي مادة لزجة وسميكة إذ إنها تسبّب انسداد وتهيّج المجاري التنفّسيّة وتمنع منشّطات السطح (بالإنجليزية: Surfactant) في الرئتين من أداء وظيفتها على توسيع وفتح الرئة بعد الولادة بشكل طبيعي، وبالتالي فإن وجود هذه المادة في الرئتين يسبب صعوبة تنفس الطفل، ومن الجدير بالذكر أن هذه الحالة تحدث بشكل شائع لدى الأطفال الذين تأخرت ولادتهم لأكثر من 42 أسبوعاً،^[٦][٧] وقد يحدث هذا أثناء وجود الطفل في الرّحم أو أثناء المخاض أو بعد الولادة مباشرة، وعند حدوث هذه الحالة يظهر على الطفل العديد من الأعراض، نذكر منها ما يأتي:^[٦]

• تغيّر لون بشرة الطفل عن اللون الطبيعي، إذ يكون لونها مائلاً للون الأزرق.
• بذل الطفل جهد كبير للتنفّس والحصول على الأكسجين.
• عدم قدرة الطفل على التنفس.
• ارتخاء الطفل عند الولادة.
• ظهور سائل أخضر عند ثقب الكيس الأمينوسي ووجود بقايا منها على الطفل.^[٤]
• بطء في دقّات قلب الطفل.^[٤]

غالبا ما يحصل معظم الأطفال المصابون بمتلازمة ابتلاع العقي على الرّعاية الطبيّة المناسبة في وحدة الرعاية الحثيثة لحديثي الولادة، ومن الجدير بالذّكر أنه ينبغي عليكِ مراجعة الطبيب على الفور في حال كُسِر ماء الولادة في البيت وكان هناك انبعاث لمادة خضراء اللون لزجة، فهي علامة على وجود العقي في السائل الأمينوسي وتبرّز الجنين في الرحم.^[٨][٦]

الوقاية من المضاعفات في حال تبرّز الجنين في الرحم ووصول العقي إلى الرئتين

في حال ملاحظة الطاقم الطبي لوجود مادة العقي أثناء المخاض فسيقوم حينها بمراقبة أيّة علامات أو أعراض تشير إلى إصابة الطفل بالضائقة التنفّسية أو متلازمة ابتلاع العقي، وعند تأكيد ذلك يتم اتباع أي من الإجراءات الآتية:^[٩]

• ضخ السائل الأمينوسي (بالإنجليزية: Amnioinfusion)، ويتم فيه ضخ سائل معقّم داخل الرحم ليتم تخفيف مادة العقي باستخدام القسطرة، وقد يزيد ذلك من قوّة تحمّل الطفل للمخاض.
• عمليّة قيصرية أو استخدام جهاز شفط الجنين، وذلك في حال لم تتحسن العلامات الحيوية للطفل أثناء الإجراءات الأولية.