ألم الظهر في الشهر التاسع

تعاني العديد من النساء الحوامل من الآلام المختلفة في أجسامهن طوال فترة الحمل، وخصوصًا ألم الظهر في الأشهر الأخيرة من الحمل، حيث يكبر البطن وتجتهد العضلات والعمود الفقري لتحمّل الوزن الزائد على الجسم، فما هي المسببات الرئيسية لهذا الألم؟ ومتى يكون خطيرًا ويستعدي مراجعة الطبيب؟ وما هي أهم الطرق للمساعدة على تجنبه أو التخفيف منه؟^[١]

ألم الظهر في الشهر التاسع

يظهر ألم الظهر في الشهر التاسع في منطقة أسفل الظهر تحديدا في منطقة التقاء الحوض بالعمود الفقري، ويحدث نتيجة مجموعة من التغيرات التي يتعرض لها جسم الحامل في بداية الثلث الأخير من الحامل، منها التغييرات الهرمونية، ومنها التغييرات الجسدية، حيث يزداد وزنها بالإضافة لوزن الطفل في الشهر التاسع، ويسبب ذلك زيادة الثقل على الظهر والعمود الفقري للأم.^[٢]

أسباب ألم الظهر في الشهر التاسع من الحمل

هناك العديد من الأسباب المسؤولة عن آلام الظهر للحامل، سواءً كانت في الشهر التاسع من الحمل أو في الأشهر التي تسبقه، فمنها ما هو هرمونيّ، ومنها ما هو جسديّ، ومنها ما هو متعلق بالروتين اليومي للحامل، ويمكن اختصار هذه المسببات في ما يأتي:^[١][٢]

• زيادة الوزن، إذ تكتسب النساء خلال فترة الحمل الصحي ما يتراوح بين 11 و15 كيلوغراماً من الوزن الإضافي، ويعمل العمود الفقري جاهدًا على دعم هذا الوزن، مما يسبب آلامًا أسفل الظهر، كما وقد يضغط وزن الجنين ووزن الرحم على الأوعية الدموية والأعصاب الموجودة في كل من الحوض والظهر، مما يسبب الشعور بالمزيد من الألم.
• توسع الرحم، إذ يسبب توسع الرحم انفصال عضلات البطن المستقيمة التي تمتد من عظام القفص الصدري إلى عظم العانة، مما يسبب تفاقمًا في آلام الظهر.
• التوتر، إذ يمكن أن يسبب التوتر العاطفي للحامل خلال فترة الحمل وقلقها وخوفها توترًا عضليًا في الظهر.
• إفراز هرمون الريلاكسين (Relaxin hormone)، إذ ينتج الجسم هذا الهرمون أثناء الحمل، وخصوصًا في الأشهر الأخيرة منه، وذلك لتحضير الجسم على الولادة، ويعمل هذا الهرمون على ارتخاء الأربطة في جميع أنحاء الجسم، مما يجعل المرأة الحامل أقلّ استقرارًا، ويجعل جسمها أكثر عرضةً للإصابة وللآلام المختلفة، خاصةً في ظهرها.

دواعي مُراجعة الطبيب

اتصلي بالطبيب واطلبي المساعدة العاجلة إذا استمرّ الألم لديك لأكثر من أسبوعين، أو في حال لاحظت أي مما يلي:^[٣][٤]

• ألم شديد في الظهر.
• ارتفاع الحرارة.
• نزيف من المهبل، أو ألم عند التبول.
• وجود تقلصات ترافق ألم الظهر وتحدث على فترات منتظمة وتزداد شدتها بشكل تدريجي.

نصائح لتجنب آلام الظهر للحامل في الشهر التاسع

فيما يأتي أهم النصائح التي قد يساعدك اتباعها على تجنب آلام الظهر في الشهر التاسع من الحمل أو التخفيف منها:^[٥][٣]

• تدربي على الوضعيات السليمة للحركة، إذ قد يسبب انحناءك للخلف أثناء الحمل إجهادًا أكبر على ظهرك، لذلك احرصي على الوقوف بشكل مستقيم، وارفعي صدرك عاليًا، وحافظي على استرخاء كتفيك، ولا تضمّي ركبتيك أثناء الوقوف.
• تجنبي الوقوف لفترات طويلة، وإذا اضطررت لذلك فضعي قدمًا واحدة على كرسي صغير أو عتبة مرتفعة قليلًا، وحاولي أخذ فترات من الراحة ما أمكن ذلك.
• اجلسي بحذر وبشكل سليم، واختاري كرسيًّا يدعم ظهرك، أو ضعي وسادة صغيرة خلف أسفل ظهرك.
• ارتدي أحذيةً ذات كعب منخفض، وليس مسطحًا ولا عاليًا، إذ قد يسبب الكعب العالي اختلالًا في توازنك للأمام مما يسبب السقوط.
• ارفعي الأشياء عن الأرض بشكل سليم وصحيح، فإذا سقط منك شيء، فاجلسي لأسفل واثني قدميك لترفعيه، دون أن تقومي بحني ظهرك لرفعه، وتجنبي رفع الأشياء الثقيلة.
• نامي على جانبك وليس على ظهرك، واثني إحدى ركبتيك أو كلاهما أثناء النوم، وجربي استخدام وسائد الحمل بين ركبتيك المثنيتين وتحت بطنك وخلف ظهرك.
• جربي الكمادات الدافئة أو الباردة لتخفيف آلام الظهر، كما قد يساعد التدليك في تخفيف الألم كذلك.
• مارسي النشاط البدني خلال اليوم بشكل منتظم، إذ يمنح ذلك قوةً لظهرك ويخفف من آلامه أثناء الحمل، ومن أكثر هذه الأنشطة أمامًا وفعاليةً هو المشي.
• ارتدي ملابس داعمة للبطن، أو بناطيل الحمل ذات الأشرطة المطاطية العريضة.
• استشيري الطبيب حول تناول مسكنات الألم، مثل الباراسيتامول (Paracetamol) إذا شعرت أنك بحاجة لدواء لتخفيف الألم، فهو آمن لمعظم النساء أثناء الحمل.^[٦]

هل ألم الظهر من علامات الولادة؟

آلام الظهر هي من الأعراض الشائعة للحمل والولادة، ولكنها ليست علامة على الولادة في حد ذاتها، إلا إذا رافق هذا الألم مجموعة من الأعراض التي تشمل نزول الماء من الرحم، والتقلصات المنتظمة للولادة، وفقدان السدادة المخاطية للرحم.^[٧]