أعراض نزيف الإجهاض ومتى تجب مراجعة الطبيب

إنّ حدوث الإجهاض يُعدّ أمراً مؤلماً للمرأة من الناحية النفسيّة، وإلى جانب ذلك تمر المرأة بأعراض جسديّة، أكثرها شيوعاً النزيف المهبلي وآلام البطن، وقد تستمر أعراض منها لبعض الوقت، وسنتحدث في هذا المقال عن تفاصيل نزيف الإجهاض.^[١]

نزيف الإجهاض

يعدّ النّزيف المهبلي أكثر أعراض الإجهاض شيوعاً، ويختلف في طبيعتهِ؛ فمن الممكن أن يكون على شكل بُقع خفيفة أو إفرازات بنيّة اللون، وقد يكون نزيفاً شديداً وأكثر غزارةً من دم الدورة الشهرية، ومما يجدر بيانه أنّ حدوث النّزيف المهبلي الخفيف خلال الأسابيع ال12 الأولى من الحمل لا يُعد بالضرورة مؤشراً على حدوث الإجهاض، فهو شائع خلال هذه المرحلة من الحمل، ويُسمى بنزيف الحمل الطبيعي.^[٢][٣]

قد يستمر النزيف المهبلي أحياناً حتى بعد حدوث الإجهاض، والأسباب الأكثر شيوعاً لذلك هي بقاء أجزاء من الحمل داخل الرحم أو الإجهاض غير المكتمل، ولوقف هذا النزيف ينبغي اتباع إجراء طبي مُعين لإخراج ما تبقى من أجزاء الحمل من الرحم، مع الأخذ بالاعتبار وجود أسباب أخرى قد تكمن وراء ذلك بما يستدعي زيارة الطبيب لإجراء التشخيص المناسب والتأكد من سبب ذلك.^[٤]

كيف يبدو نزيف الإجهاض؟

تختلف طبيعة نزيف الإجهاض باختلاف وقت حدوثه، وفيما يأتي توضيح لطبيعة النزيف الذي يمكن مُلاحظته خلال الإجهاض وِفقًا لأسابيع الحمل:^[٥]

الأسابيع الأربعة الأولى من الحمل

يكون الجنين بحجم حبة الأرز، وبالتالي لا يمكن رؤيته، ويكون النزيف على شكل كتلة أو مجموعة كُتل دموية، قد يصاحبها أنسجة بيضاء أو رماديّة اللون، ويتوقف هذا النزيف خلال أيام قليلة، لكنه قد يستغرق أحياناً فترة أسبوعين.^[٥]

الأسبوع السادس من الحمل

يكون النزيف مصحوباً بكُتل دموية وكيس صغير مملوء بالسوائل، ويكون الجنين في هذا الوقت بحجم ظفر الإصبع الصغير، ومن الممكن رؤية الجنين والمشيمة داخل الكيس، مع الأخذ بالاعتبار أنّ معظم النساء لا يستطعِن رؤية أي شيء بما يحول دون قدرتهنّ على تمييز الإجهاض في هذا الوقت.^[٥]

الأسبوع الثامن من الحمل

يكون نزيف الإجهاض على شكل أنسجة لامعة ذات لونٍ أحمر داكن، بحيث تصفها بعض النساء أنها تشبه الكبد، ويحتوي النزيف على كيس بداخله الجنين، والذي يكون في هذا الوقت بحجم حبة الفول، وقد تظهر عليه أماكن تشكُّل الأيدي والأرجل والعينين.^[٥]

الأسبوع العاشر من الحمل

يحتوي النزيف على كُتل حمراء داكنة ذات طبيعة هُلامية، وأجزاء من المشيمة، بحيث يكون الكيس الذي يحتوي على الجنين داخل إحدى الكُتل، وتكون ملامح الجنين في هذا الوقت أوضح، حيث يمكن مُلاحظة بعض أجزاء الطفل؛ كالأيدي والأرجل.^[٥]

الفترة ما بين الأسبوعين 12 و16 من الحمل

إذا حدث الإجهاض في هذا الوقت، فستلاحظ الحامل نزول ماء من المهبل يتبعه حدوث النزيف ونزول الكُتل الدموية، ويكون الجنين صغيراً ولكنّ معالمه واضحة، وقد يكون خارج الكيس ومرتبطاً بالحبل السرّي والمشيمة.^[٥]

الفترة ما بين الأسبوعين 16 و20 من الحمل

يسمى الإجهاض في هذا الوقت بالإجهاض المتأخّر، ويكون النزيف خلاله على شكل كُتل كبيرة لامعة حمراء اللون، مع أجزاء أخرى من الأنسجة والتي تبدو كالأغشية، ويظهر الجنين بهيئة مكتملة التكوين وبحجم راحة اليد، ويكون الإجهاض في هذا الوقت مؤلماً وقد يشبه ألم الولادة بما يستلزم اتخاذ بعض الإجراءات لتخفيف الألم.^[٥]

ما هي كميّة نزيف الإجهاض؟

لتقدير كميّة نزيف الإجهاض، علينا أن نشرح أولاً كمية النزف الطبيعية خلال الدورة الشهرية، حيث إنّه خلال فترة الحيض الطبيعية يخرج ما يقارب 80 ملليلتر من الدم، أمّا خلال الولادة الطبيعية فتبلغ كمية النزيف قرابة 500 ملليلتر، وتكون كمية نزيف الإجهاض بين هذه الأرقام، وأقرب إلى تلك التي تحدث خلال الدورة الشهرية العادية.^[٤] وينصح الخبراء المرأة التي تعاني من نزيف مهبلي باستخدام الفوط الصحيّة، وليس السدّادات القطنية، حيث إنّ استخدام هذه السدّادات يزيد من خطر الإصابة بالعدوى، ومن المهم أن تراقبي النّزيف، حتى تتمكني من وصف طبيعته للطبيب.^[٢]

متى أزور الطبيب؟

إذا كنتِ حاملاً وظهرت أي من هذه الأعراض، فينبغي عليكِ زيارة الطبيب على الفور:^[٥][٦]

• حدوث نزيف مهبلي غزير، ويُستدل على ذلك بامتلاء فوطتين بالدم خلال ساعة، أو خروج كُتل دموية كبيرة الحجم.
• آلام شديدة أسفل البطن.
• ارتفاع في درجة الحرارة.
• الشعور بأعراض الارتباك والتشوش، أو ازرقاق الشفتين والأظافر.
• الدوخة أو حدوث إغماء.
• إفرازات مهبلية ذات رائحة كريهة.

ماذا بعد الإجهاض؟

قد يستمر ألم البطن والنزيف الذي يشبه الحيض، ويقل هذا النزيف تدريجياً إلى أن يتوقف بشكلٍ تامّ خلال أسبوعين، وتعود الدورة الشهرية إلى طبيعتها خلال 4 إلى 6 أسابيع من حدوث الإجهاض.^[٥]