على الرغم من فوائد السبانخ العديدة للرضع، واعتباره مصدرًا للعديد من الفيتامينات والمعادن، إلا أنه لا يُنصح بإدخاله إلى برنامج الرُضَع الغذائي الذين تقلّ أعمارهم عن الستة أشهر، وذلك لِاحتوائها على مركباتٍ يمكن أن تسبب حدوث مشاكل صحية للأطفال خلال هذه الفترة العمرية.[١][٢]
أضرار السبانخ للرضع
يحتوي السبانخ على مركبات النترات والأكسالات، وهي مركبات يمكن أن تتسبب بمجموعة من الأضرار والآثار الجانبية عند الأطفال الأقل من 6 أشهر، وتشمل أضرار السبانخ للرضع الأقل من 6 شهور ما يلي:
التسبب بميتهيموغلوبينية الدم
تحتوي السبانخ على كمياتٍ كبيرةٍ من النترات؛ إذ يوجد 24-387 مليغرامٍ من النترات في 100 غرامٍ من السبانخ الطازج،[٣] وترتبط النترات بحالة مرضية تُسمى ميتهيموغلوبينية الدم (Methemoglobinemia)، أو ما يُعرف بمتلازمة الطفل المُزرَق؛ وهي حالة تحدث عندما يختل بروتين الهيموغلوبين (المسؤول عن نقل الأكسجين في الدم) بسبب نسبة النترات العالية.[٤][١]
حيث يتحول الهيموغلوبين في هذه الحالة إلى الميتهيموغلوبين، وهو مركبٌ لا يمتلك القدرة على حمل الأكسجين، وبالتالي تقلّ كمية الأكسجين الواصلة إلى الأعضاء، ممّا يُسبب ازرقاق الرضيع، وضيق في التنفس، وعدم انتظام في دقات القلب.[٥]
وتجدر الإشارة إلى وجود آلية طبيعية في الجسم تحول الميتهيموغلوبين، وتعيده إلى شكله الطبيعي كهيموغلوبين بفعل إنزيم معين، لكن وُجد أن نسبة هذا الأنزيم عند الرضع دون ال 6 أشهر قليلة، كما تحتوي أجسام الرضع على نوعٍ من الهموغلوبين يسهل أن يتحوّل إلى ميتهيموغلوبين، وهذا ما يجعل تَكُون الميتهيموغلوبين أكثر خطرًا على هذه الفئة العمرية تحديدًا.[٦]
التسبب بسوء امتصاص الحديد والكالسيوم
يُعدّ السبانخ مصدرًا غنيًا بالأكسالات (Oxalate)، وهي مركبات كيميائية طبيعية نحصل عليها من الغذاء، كما ينتجه الجسم كفضلات، ولكن يكمن خطر الأكسالات بكونها ترتبط بالكالسيوم والحديد، وتمنع امتصاصهم عند تناولهم في نفس الوقت، وهذا أمرٌ مهمٌ عند الرضع؛ إذ إنّ الكالسيوم والحديد عنصران أساسيان لهذه الفترة العمرية؛ لإتمام عملية النمو بالشكل السليم، لذا فإنّ تناول السبانخ التي تحتوي على الأكسالات سيؤثر على نموهم وصحتهم.[٧][٨]
زيادة خطر تكوّن حصوات الكلى
ومن جهة أخرى، فإنّ ارتباط الأكسالات بالكالسيوم قد يؤدي إلى تكوّن حصى الكلى، وتجدر الإشارة إلى أنّ الرضع يعتمدون في غذائهم بشكلٍ أساسي على الحليب الغني بالكالسيوم،[٧][٨] وإضافةً إلى ذلك فإنّ نسبة البكتيريا النافعة التي قد تساهم في تقليل امتصاص الأكسالات في الأمعاء، يكون مستواها عند الرضع منخفضًا، لذا فإنّ تناول الرضع للسبانخ قد يزيد من خطر تكون الحصاة الكلوية لديهم.[٢][٩]
ملخص المقال
يجب تأجيل إدخال السبانخ للنظام الغذائي للرضيع لما بعد الستة أشهر، لحين نموّ الجهاز الهضمي بشكلٍ أفضل، وتكوين الإنزيمات اللازمة لتفادي حدوث ميتهيموغلوبينية الدم التي تسببها النترات، ولتجنب حصول سوء امتصاصٍ للحديد والكالسيوم، ولتفادي الحصاة الكلوية التي تسببها الأكسالات، وعليه يجب على الأهل الانتباه إلى ما يقدمونه لرضيعهم، واستشارة الطبيب المختص عندما يريدون إدخال صنفٍ غذائي جديد على نظام الرضيع الصحي.
المراجع
- ^ أ ب "Infant Feeding Guide", urmc.rochester, Retrieved 24/1/2022. Edited.
- ^ أ ب "Spinach - Uses, Side Effects, and More", webmd, Retrieved 24/1/2022. Edited.
- ↑ Dan Brennan, MD (26/10/2020), "Foods High in Nitrates", webmd, Retrieved 24/1/2022. Edited.
- ↑ "Methemoglobinemia", medlineplus, Retrieved 26-1-2022. Edited.
- ↑ "Clinical features, diagnosis, and treatment of methemoglobinemia", uptodate. Edited.
- ↑ Sarah Fossen Johnson (1/3/2019), "Methemoglobinemia: Infants at risk", ScienceDirect, Folder 49, Page 57-67. Edited.
- ^ أ ب "Infant Nutrition: The First 6 Months", webmd, 20/6/2020. Edited.
- ^ أ ب "What Is Oxalate (Oxalic Acid)?", webmd, Retrieved 24/1/2022. Edited.
- ↑ "Comparative prevalence of Oxalobacter formigenes in three human populations", researchgate, 1/1/2019, Retrieved 24/1/2022. Edited.