الوسواس القهري الذي يحدث في فترة الحمل يقصد به ظهور أعراض الوسواس القهري أثناء الحمل أو في فترة الولادة وما بعدها، ويعدّ حدوثه شائعاً أكثر خلال الأسابيع أو الأشهر التي تلي الولادة، وفي معظم الحالات تكون الأفكار الوسواسية متعلقة بالجنين أو الطفل الرضيع.[١]



أدوية علاج الوسواس القهري للحامل

بشكلٍ أساسي يتمّ العلاج إما بالأدوية، أو العلاج المعرفي السلوكي، أو بكليهما، وتشمل غالباً الأدوية الموصوفة لعلاج الحالة أثناء الحمل الخيارات التالية:


مثبطات امتصاص السيروتونين

غالباً ما يتم وصف إحدى أدوية مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (اختصاراً: SSRIs)، التي تستهدف توازن المواد الكيميائية في الدماغ، بالتالي تساعد على علاج الأعراض، وتعتبر آمنة نسبياً أثناء الحمل، فهي من أكثر الأدوية التي تناولتها الدرسات للبحث في أمانها وفعاليتها لعلاج الحالة أثناء الحمل، وتحديداً التركيبتين الدوائيتين فلوكستين (Fluoxetine) وفلوفوكسامين (Fluvoxamine).[٢][٣]


دواء كلوميبرامين (Clomipramine)

وهو من أدوية مضادات الاكتئاب، التي يعدّ من الشائع وصفها لعلاج الوسواس القهري أثناء الحمل، وتعمل على تغيير توازن المواد الكيميائية في الدماغ كذلك ولكن بآلية مختلفة عن مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، إلّا أنه يرتبط استخدام هذا الدواء -وفقاً للدراسات- بحدوث آثار جانبية؛ مثل زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب خاصةً عند استخدامه في بداية الحمل، ولكنّ لا توفر الأبحاث العديد من المعلومات حول ذلك.[٢]


الأدوية المضادة للذهان

في حال عدم الاستجابة بشكلٍ كاف وحدوث تحسن في الأعراض، فإنه يمكن وصف أدوية أخرى إلى جانب مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية لتحسن فعاليتها، مثل الأدوية المضادة للذهان التي تعتبر آمنة أثناء الحمل، خاصةً أدوية مجموعة البنزوديازيبينات (Benzodiazepinesb)، الذي يعتبر من العلاجات التي تبدأ فعاليتها في التخفيف من أعراض القلق والأرق بسرعة، ومن الأمثلة على هذه المجموعة الدوائية دواء (Valium).[٢]



غالباً ما يرتبط الاستخدام الأقل للأدوية الأخرى بعدم توافر الأبحاث الكافية حول استخدامها في فترة الحمل أو ما بعدها، ولا يعني أنها غير آمنة.




هل أدوية الوسواس القهري آمنة للحامل؟

تعد مثبطات السيروتونين آمنة نسبياً للاستخدام أثناء الحمل والرضاعة كما أسلف الذكر، لكن يعتمد اختيار أي دواء لعلاج الوسواس القهري أثناء الحمل على قرار الطبيب، الذي يحدد بناءً على أعراض المريضة وشدة الحالة ومدى احتياجها للدواء؛ لأن عدم علاج بعض الحالات قد يؤثر سلباً في حياة المريضة وجنينها، وفي قدرة الأم على العناية بطفلها بعد الولادة.[٤]


وسائل أخرى لعلاج الوسواس القهري للحامل

يتم القيام غالباً بالعلاج السلوكي المعرفي إلى جانب الأدوية أو وحده، وهذا الجانب العلاجي يتم من خلال جلسات التحدث إلى الأخصائي النفسي، للعمل على تحديد أنماط الأفكار والسلوكيات التي تسبب الإزعاج والوساوس لدى المرأة الحامل، وتعلم كيفية مقاومتها ومواجهتها، ويختلف عدد الجلسات التي تحتاجها المريضة على حسب الحالة.[٤][٥]



يعتمد اختيار الطبيب للعلاج (الأدوية أم العلاج السلوكي المعرفي) على نوع وشدة الحالة، ومدى استجابتها لكل منهما، وتظهر الأبحاث -والتي تعدّ محدودة- تساوي فعالية كلّ من العلاج السلوكي المعرفي والأدوية في علاج أعراض الوسواس القهري عند الحامل.




نصائح للسيطرة على أعراض الوسواس القهري

ينصح بالقيام بخطوات أخرى إلى جانب العلاج المعتمد من الطبيب، ومنها ما يأتي:[١]

  • تحدثي حول ما تشعرين به إلى شريكك أو عائلتك.
  • حاولي مواجهة الأفكار القهرية بدلًا من محاولة تجنبها أو إصلاحها.
  • اقضِي يوميًا حوالي نصف ساعة في كتابة الأفكار المسببة للوساوس، ثم قراءتها.
  • تجنبي التدخين لتجنّب حالات التهيج العصبي، التي يمكن أن تضر بصحتك وصحة الطفل.
  • من المهم أن تتخلصي من الشعور بالذنب أو الإحراج بسبب الحالة، لأنّ هذه الأفكار لا توجَد لدى الفرد بسببٍ خطأ المريض نفسه، وإنما هي أفكار أو حالات قهرية.


المراجع

  1. ^ أ ب "Obsessive compulsive disorder (OCD) in pregnancy"، tommys.org، اطّلع عليه بتاريخ 8/1/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Perinatal OCD: What Research Says About Diagnosis and Treatment", iocdf.org/expert-opinions, Retrieved 8/1/2022. Edited.
  3. "What is perinatal OCD and what are the treatments?", nct.org.uk, Retrieved 8/1/2022. Edited.
  4. ^ أ ب "Perinatal OCD"، rcpsych.ac.uk، اطّلع عليه بتاريخ 8/1/2022. Edited.
  5. "Postnatal depression and perinatal mental health", .mind.org.uk, Retrieved 8/1/2022. Edited.