من الشائع أن تعاني الحامل من ألمٍ في الجانب الأيسر من الظهر خلال أشهر حملها، ويُمكن أن يتراوح الألم ما بين الخفيف المرتبط بأنشطة محددة إلى الألم الحاد الذي يُصبح مزمنًا بمرور الوقت، وهُناك ما يُقارب 10% من الحوامل يُعانين من الألم الشديد الذي يتداخل مع القدرة على العمل أو القيام بالأنشطة البسيطة الروتينية أثناء الحمل.[١]


سبب الألم في الجانب الأيسر من الظهر للحامل

تتمثل الأسباب الشائعة لشعور الحامل بألمٍ في الجانب الأيسر من ظهرها بما يلي:


نمو وتوسّع الرحم

من الأسباب الشائعة للألم في الجانب الأيسر من الظهر للحامل، ويحدث ذلك نتيجةً لشدّ العضلات وضعفها بفعل نمو الرحم والجنين داخله، مما يزيد من الضغط الواقع على الظهر، وقد يُسبب ذلك أيضًا ألم الظهر في حال كان الوزن الزائد يضغط على العصب، بالإضافة لذلك يُشكّل الوزن الزائد للحامل عبئًا أكثر على العضلات والمفاصل، مما يُسبب الألم الذي يسوء عادةً في الليل.[٢]


التغييرات الهرمونية

تتسبب التغييرات الهرمونية التي تحدث أثناء الحمل في إرخاء الأربطة التي تربط عظام الحوض بالعمود الفقري، مما يؤدي للشعور بعدم الاستقرار والتوازن، إلى جانب الألم عند المشي، أو الوقوف، أو الجلوس لفتراتٍ طويلة، أو التدحرج على السرير، أو النهوض من كرسي منخفض أو حوض الاستحمام، أو الانحناء، أو رفع الأشياء.[٢]


وضعية الجسم

في الواقع يؤدي الحمل لتغيير مركز ثقل الجسم؛ إذ تبدأ الحامل تدريجيًا وبدون أن تلاحظ في تعديل وضعية جسمها والطريقة التي تتحرك بها وفقًا لذلك، مما قد يُسبب آلام الظهر أو إجهاده.[٣]


عرق النسا

يتميّز الألم الناتج عن عرق النسا (Sciatica) أثناء الحمل بكونه ألمًا حادًا، ووخزًا، وخدرًا يبدأ في الظهر أو الأرداف وينتشر على طول الجزء الخلفي من الساقين، وعادةً ما يحدث ذلك أثناء الحمل نتيجةً لزيادة الوزن، واحتباس السوائل، وتوسّع أو نمو الرحم، وشدّ عضلات الأرداف ومنطقة الحوض نتيجةً لنمو البطن والثديين، إلى جانب ضغط رأس الجنين المباشر على العصب، والانزلاق الغضروفي الناتج عن الضغط الإضافي للرحم النامي.[٤]


اضطرابات الأعضاء الداخلية

قد تُسبب بعض الاضطرابات والمشاكل الطبية للأعضاء الواقعة في منتصف الظهر، أو البطن، أو منطقة الحوض في حدوث الألم في الجانب الأيسر من الظهر أثناء الحمل، والذي قد يُشير لعدوى أو التهاب أو تهيّج، وتشمل الأعضاء والمشاكل المحتملة لحدوث هذا الألم ما يلي:[٥]

  • الكلى بما في ذلك التهاب الكلى، وحصوات الكلى (Kidney Stones).
  • القولون بما في ذلك التهاب القولون التقرحي (Ulcerative Colitis).
  • البنكرياس.


التعامل مع الألم في الجانب الأيسر من الظهر للحامل

في حين أن الشعور بآلام الظهر عمومًا أثناء الحمل يُعد أمرًا شائعًا جدًا خاصةً في المراحل المُبكرة منه، إلّا أن هناك العديد من الأمور التي يُمكن القيام بها للتعامل معه وتخفيفه والوقاية منه، وفيما يلي توضيحًا لأبرزها:[٦]

  • اثني الركبتين مع الحفاظ على استقامة الظهر أثناء رفع الأشياء عن الأرض.
  • تجنّبي رفع الأشياء الثقيلة.
  • ارتدي أحذية مريحة ومُسطحة.
  • تجنّبي حمل الأمتعة أثناء التسوق في حقيبةٍ واحدة، واستبدليها باثنتين لتقليل الوزن الواقع على إحدى جهتي الظهر.
  • حافظي على استقامة الظهر ودعمه جيدًا أثناء الجلوس باستخدام وسائد مريحة.
  • احصلي على قسط كافٍ من الراحة خاصةً في مراحل الحمل المتقدمة.
  • احصلي على حمام دافئ أو تلقي مساج مريح.
  • تناولي مسكنات الألم التي ينصح بها الطبيب، لتخفيف آلام الظهر أثناء الحمل.


المراجع

  1. "Back Pain During Pregnancy", cedars-sinai, Retrieved 9/2/2022. Edited.
  2. ^ أ ب Karen Miles (20/1/2021), "Lower back pain during pregnancy", babycenter, Retrieved 9/2/2022. Edited.
  3. Mary Anne Dunkin (12/6/2020), "Back Pain in Pregnancy", webmd, Retrieved 9/2/2022. Edited.
  4. Amy OConnor (9/12/2020), "Sciatica During Pregnancy", whattoexpect, Retrieved 9/2/2022. Edited.
  5. Bradley Tucker (4/9/2020), "4 Reasons You May Have Back Pain on Only One Side", pennmedicine, Retrieved 9/2/2022. Edited.
  6. "Back pain in pregnancy", nhs, 15/3/2021, Retrieved 9/2/2022. Edited.