تحليل الزهري للحامل

يجب الكشف المبكر وعلاج الزّهري أو السفلس عند الحامل لمنع انتقال العدوى إلى الجنين، الأمر الذي يؤثر في تطور أعضاء الجنين، وقد يؤدي للولادة المبكرة وموت الجنين في بعض الحالات، فما هي الفحوصات المساعدة على الكشف وتشخيص الإصابة بالزهري عند الحامل؟

تحليل الزهري للحامل

توصي منظمة الصحّة العالمية (WHO) بإجراء تحليل الزهري للكشف عن احتمالية إصابة الحامل به مرتين أثناء الحمل، إحداهما في أول زيارة للطبيب خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، والأخرى في مراحل متقدّمة من الحمل، كما يترتب على النساء اللواتي لم يخضن هذا الفحص أثناء الحمل أن يخضعن له عند الولادة، فإذا كانت النتيجة إيجابية لا بدّ من العلاج حينها لكل من الأم، والطفل، والزوج.^[١]

طرق تحليل الزهري للحامل

يتم إجراء فحوصات الزهري للحامل على مرحلتين، وتعتمد هذه الفحوصات في مبدئها على الكشف عن الأجسام المضادة للعدوى البكتيرية المُسبِّبة للزهري،^[٢] ففي حال كانت نتائج الفحوصات في المرحلة الأولى إيجابية، أي دالة على الإصابة بالزهري، لا بد من إجراء فحوصات أخرى لتأكيد الإصابة بالزهري أو نفيها عند الحامل،^[٣] إذ إنّ هذه الأجسام المضادة قد تتواجد في الجسم في حالات أخرى غير الإصابة بالزهري، لذا في حال أظهرت نتائج الفحوصات الأولية وجود الأجسام المضادة لا بد من إجراء فحوصات أخرى لتأكيد التشخيص،^[٤] ونذكر من أكثر الفحوصات الأولية شيوعًا للكشف عن الإصابة بالزهري الآتي:^[٥]

• تحليل الرياجين البلازْمِي السَّريع: (بالإنجليزية: Rapid plasma reagin) واختصارًا RPR، والذي يبحث عن الأجسام المضادة لبكتيريا الزهري.
• تحليل مختبر أبحاث الأمراض المنقولة جنسياً: (بالإنجليزية: Venereal Disease Research Laboratory test) واختصارًا VDRL، ويمكن إجراء هذا الفحص داخل الدّم أو السائل الشوكي.

كيف يتم إجراء تحليل الزهري؟

يُجرَى تحليل الزهري عن طريق سحب عيّنة دم من الحامل.^[٦][٢]

في بعض الحالات المتقدّمة قد يتأثر الدماغ والحبل الشّوكي بالإصابة بالزهري، وبالتالي قد يطلب الطبيب إجراء اختبار الزهري بسحب عينة من السّائل النّخاعي الشوكي، وهو السائل المحيط بالدماغ والحبل الشوكي، وفيه يسحب الأخصائي السائل عن طريق استخدام إبرة يضعها بين فقرات العمود الفقري أسفل الظهر، وقد يتطلب هذا الخضوع للتخدير الموضعي.^[٥][٣]

ما هي التحضيرات اللازمة قبل إجراء تحليل الزهري؟

لا يتطلب تحليل الزهري القيام بأي تحضيرات مُسبقَة ولا الصيام، لكن في حال إجراء الفحص بسحب سائل النخاع الشوكي، يجب إفراغ المثانة والأمعاء قبل إجراءه.^[٥]

نتائج تحليل الزهري

يمكن تفسير نتائج فحص تحليل الزهري وفق التّالي:^[٥]

• نتيجة سلبيّة أو طبيعيّة: لم يتم العثور على عدوى الزّهري، ولكن هذا لا ينفي وجود العدوى نظرًا لأنّ تكوّن الأجسام المضادة قد يستغرق عدة أسابيع بعد التعرُّض للعدوى، وهذا يترتب عليه الحاجة إلى إجراء فحص آخر للتحقّق، في حال الشكّ بالتعرُّض للإصابة بالعدوى.
• نتيجة إيجابية: هناك احتمالية بالإصابة، ولكن لا بدّ من إجراء المزيد من الفحوصات لتأكيد الإصابة أو نفيها، وإذا تم التأكيد بعدها فيمكن للمريضة تلقّي العلاج باستخدام المضادات الحيويّة، مثل البنسلين.

هل من الممكن لعدوى الزهري أن تعبر المشيمة؟

نعم تستطيع البكتيريا المُسبِّبة للعدوى على اجتياز المشيمة وإصابة الجنين بالزهري، ومن الجدير بالعلم أنّ انتقال العدوى قد يحدث أثناء أي وقت من الحمل، إلا أنّه ولحسن الحظ يمكن علاجه بسهولة في حال تم اكتشافه.^[٧]

هل من الممكن أن يُعالج الطفل من الزهري؟

بالطّبع، إذ إنّ بعض الأطفال يشفون تمامًا من الزّهري الخلقي، وهو عدوى الزهري التي تصيب الطفل أثناء وجوده في الرحم، وذلك بالعلاج باستخدام المُضادات الحيوية، لكن يجدر التنويه إلى أنّ الإصابة بالزهري الخلقي قد يؤدي إلى حدوث عدة مضاعفات لدى الطفل، كالتهاب السحايا، ومشاكل في السمع، والأعصاب، والرؤية، والنموّ، وغيرها، والتي لا بد من علاجها أيضًا في حال حدوثها، وهنا يجدر التنبيه إلى أنّه من الضروري تقديم العلاج الفوري للطفل إذا أصيب بالزّهري الخلقي، لحمايته من أي مضاعفات لاحقة، وفي الحقيقة إنّ الطريقة الأفضل لوقاية الطفل من الإصابة بالزهري هي اتباع المرأة الحامل لجميع التدابير المساعدة على وقايتها من الإصابة بالزهري قبل وخلال الحمل، وإجراء جميع الفحوصات اللازمة خلال الحمل كفحص الزهري المذكور سابقًا.^[٨]