التواء الرقبة عند الرضع

يُعرف التواء الرقبة لدى الرضع بأنه مشكلة عضلية هيكلية في تموضع الرقبة مما يجعلها ملتوية نحو جانب ما،[١] ويظهر عادة بعد الولادة مباشرة أو خلال الشهور الثلاثة الأولى من عمر الرضيع، ولا يعتبر التواء الرقبة عند الرضع أمرًا مقلقاً، إذ يمكن علاجه ببعض التمارين، وتغيير وضعية الرأس للطفل.[٢]


أسباب التواء الرقبة عند الرضع

قد لا يكون هناك سبب واضح وراء التواء الرقبة لدى الرضع، غير أنه يعزى إلى مجموعة من العوامل مثل: [٣][٤]

  • وضعية الجنين داخل الرحم:

قد يتخذ الجنين وضعية مضغوطة أو غير اعتيادية داخل الرحم كأن يلتف بشكل مقلوب بحيث تواجه أردافه ومؤخرته قناةَ الولادة أو المهبل بدلًا من رأسه (وضعية الجنين المقعدية)، مما يُسبب التواءً في رقبته.

  • صعوبات أثناء الولادة الطبيعية:

قد يسبب ولادة الجنين بالشفط أو الملقط خلال الولادة الطبيعية التواء في رقبته.

  • حجم الرحم:

يكون حجم الرحم لدى السيدات صغيرًا نسبيًا في الحمل الأول لهن، مما قد يجعل وضعية الطفل غير مناسبة فتسبب له التواء في الرقبة يظهر بعد الولادة.

  • اضطرابات بصرية:

في حالات نادرة يكون هذا هو السبب، فقد يضطر الرضيع للنظر بشكل مستمر وغير طبيعي نحو اتجاه محدد ليتمكن من الرؤية بشكل أوضح نتيجة اعتلال ما في حاسة النظر، مما يُسبب له التواء في الرقبة.

  • اعتلالات خَلقية في عضلات الرقبة.


أعراض التواء الرقبة عند الرضع

قد لا يُلاحَظ على الرضيع أي أعراض لالتواء الرقبة خلال الـ 8 أسابيع الأولى، وبعد ذلك تظهر عليه أعراض وعلامات مثل:[٣][٤]

  • ميلان رأس الرضيع نحو كتف واحد بحيث يشير ذقنه إلى الكتف الآخر.
  • لا يستطيع الرضيع تحريك رأسه بسهولة من جانب لآخر أو من الأعلى إلى الأسفل.
  • يفضل الرضيع النوم على نفس الجهة دائمًا.
  • ارتفاع مستوى أحد الكتفين عن الآخر.
  • صعوبة في تحريك النظر لتتبع شخص ما؛ لأن ذلك يتطلب التفاف الرقبة.[٥]
  • يفضل الرضيع الرضاعة من أحد الثديين دون الآخر.[٥]
  • الشعور بالانزعاج والبكاء نتيجة بذل جهد نحو الالتفات إلى جهة معينة.[٥]
  • ظهور تورم أو نتوء صغير على رقبة الرضيع.[٣]
  • تسطح الرأس نتيجة الاستلقاء المتكرر على نفس الجهة.[٥]


مضاعفات التواء الرقبة عند الرضع

قد يسبب إهمال أو تأخر علاج التواء الرقبة عند الرضع بعض المضاعفات، مثل:[٣][٤]

  • تأخر الطفل في تطوير مهارة الجلوس والمشي.
  • ضعف التوازن الجسدي.
  • الجنف وهو انحناء جانبي وميلان في العمود الفقري.
  • تغير في شكل وتناسق الوجه والرأس.
  • تليُّف عضلات الرقبة مما يجعل حركة الرأس محدودة جدًا.[٦]


علاج التواء الرقبة عند الرضع طبيًا

قد يصف الطبيب واحدة أو أكثر من هذه العلاجات:

  • حقن البوتوكس:

يمكن أن يساعد استخدام البوتوكس إلى جانب العلاج الفيزيائي على تجنب التدخل الجراحي خاصة للحالات التي لا تُبدي تحسنًا مع الوقت.[٧]

  • مخدة أو خوذة طبية خاصة:

قد يصف الطبيب مخدة أو خوذة خاصة للرضيع الذي تسطح رأسه نتيجة التواء الرقبة إذ تستطيع عظام الجمجمة الطرية في هذا العمر العودة إلى شكلها السابق عادةً.[٤]

  • التدخل الجراحي:

تساعد تمارين الإطالة وتغيير وضعية الرضيع على تحسين معظم حالات التواء الرقبة خلال مدة 6 أشهر من بدء العلاج، إذا لم يتحسن التواء الرقبة لدى الرضيع مع الوقت قد يلجأ الطبيب إلى جراحة خاصة لتحرير عضلات الرقبة.[٨]

  • جلسات علاج فيزيائي.[٩]


إجراءات منزلية لتخفيف التواء الرقبة

يقوم الطبيب بتدريب أحد مقدمي الرعاية للطفل أو الوالدين على تمارين لتدليك وإطالة الرقبة تساعد على إرخاء العضلات المشدودة في أحد الجانبين وتقوية العضلات في الجانب الآخر،[١٠] وتُساعد بعض السلوكيات على تحفيز الرضيع ليقوم بتحريك رقبته بنفسه نحو الاتجاه الآخر،[١١] مثل:

  • استغلال الوقت الذي يكون فيه الرضيع جائعًا

لإعطائه زجاجة الرضاعة أو تلقيمه الثدي في الاتجاه الذي يصعب عليه الالتفاف نحوه.[٣]

  • وضع الرضيع في السرير بحيث ينظرُ نحو حائط فارغ

إذ قد يبدأ بتحريك رقبته الملتوية نحو الاتجاه الآخر الأصعب إشباعًا لفضوله الطبيعي لاستكشاف أرجاء الغرفة والأصوات خلفه، بدلًا من النظر إلى حائط فارغ.[١٢]

  • لفت انتباه الرضيع بالدمى المتحركة

والأصوات الصادرة من اتجاهات مختلفة كي تحفزه على تحريك رأسه ورقبته.[١٢]

  • وضع الطفل على بطنه

يُنصح وتحت إشراف شخص بالغ بوضع الرضيع على بطنه خلال فترة استيقاظه 4 مرات يوميًا ولمدة 15 دقيقة في كل مرة، حيث تُساهم هذه الوضعية بتقوية عضلات الرقبة وتخفيف التوائها، إلى جانب تقوية عضلات كتف الرضيع وتهيئته للزحف فيما بعد.[٣]


الوقاية من التواء الرقبة لدى الرضع

يمكن الوقاية من التواء الرقبة عن طريق الآتي:[٤]

  • محاولة الطبيب تغيير وضع الجنين من مقعدي إلى رأسي لتسهيل الولادة الطبيعة ويقلل من خطر أي إصابة على الجنين كالتواء الرقبة.
  • عدم ترك الرضيع على نفس الوضعية لفترة طويلة.
  • تغيير اتجاه الرأس والرقبة للرضيع بشكل دائم أثناء الرضاعة، النوم، واللعب وهذا من شأنه أيضًا تعزيز نمو الجهاز العضلي الهيكلي لديه.
  • تقليل الوقت الذي يقضيه الرضيع في العربات ومقاعد السيارة؛ نظرًا لدعمها رأس الطفل باستمرار وتقييد قدرته على تحريك الرقبة.


ملخص المقال

يعد التواء الرقبة لدى الرضيع أمرًا شائعًا غير مقلق في معظم الحالات يمكن الوقاية منه بالامتناع عن تثبيت الطفل في وضعية واحدة طوال اليوم، قد لا يكون هناك سبب واضح وراء التواء رقبة الرضّع، إلا أن أسلوب الولادة الطبيعية وصعوبتها قد يكون له دور، تساعد بعض التدريبات المنزلية والعلاج الفيزيائي للرضيع على علاج التواء الرقبة، وقد تحتاج إلى تدخل جراحي في حالات نادرة.

المراجع

  1. "Congenital torticollis", physiopedia, Retrieved 15/2/2022. Edited.
  2. Patricia Solo-Josephson (1/7/2017), "Infant Torticollis", kidshealth, Retrieved 15/2/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح Dan Brennan (14/10/2020), "?What Is Torticollis", webmd, Retrieved 15/2/2022. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج "Infant Torticollis", Birth Injury Help Center, Retrieved 15/2/2022. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث
  6. Noppachart Limpaphayom, Eitan Kohan , Aaron Huser and others (1/6/2019), "Use of Combined Botulinum Toxin and Physical Therapy for Treatment Resistant Congenital Muscular Torticollis", pubmed, Retrieved 15/2/2022. Edited.
  7. "What You Can Do to Help Relieve Your Baby’s Torticollis", cleve landclinic, 12/11/2018, Retrieved 15/2/2022. Edited.
  8. ^ أ ب