الصداع النصفي هو السبب الأكثر شيوعًا للصداع الحاد والمتكرر عند الأطفال، ويتميز بنوبات من الصداع الشديد مصحوبةً بغثيان وقيء، وحساسية من الضوء، ورهاب الصوت، وألم في البطن، وتقلّ شدته مع النوم،[١] ويمكن تصنيف أدوية الصداع النصفي عند الأطفال إلى 3 فئات مختلفة تعتمد على هدف استخدامها، كأدوية تخفيف أعراض الصداع، وأدوية علاج الصداع وأدوية الوقاية من نوبات الصداع.[٢]
تكون الأدوية أكثر فاعلية عند استخدامها بالتزامن مع اتباع نمط حياة صحي؛ كاتباع نظام غذائي متوازن، وممارسة التمارين الرياضية، وتمارين الاسترخاء.[٢]
أدوية تخفيف أعراض الصداع النصفي
تستخدم هذه الأدوية لتخفيف الأعراض المصاحبة للصداع، بما في ذلك آلام الصداع، أو التقيؤ والغثيان المصاحب للصداع النصفي، ومن المهم أن يتم تناول هذه الأدوية فقط بناءً على نصيحة أو توصية الطبيب، وفي حال استُخدمت لأكثر من مرتين في الأسبوع، فيجب استشارة الطبيب،[٢] وتشمل هذه الأدوية كلًا ممّا يأتي:
- مسكنات الألم:
يمكن استخدام أدوية مسكنة للألم كالباراسيتامول والآيبوبروفين.[٢]
- مضادات القيء:
في حالة حدوث تقيؤ أو غثيان مع نوبات الصداع، قد يصف الطبيب للطفل دواء مضادًا للغثيان، ولكن تختلف طريقة العلاج من طفل لآخر.[٣]
- المهدئات:
للمساعدة على النوم؛ لأنّ النوم يخفف من الصداع النصفي.[٢]
أدوية علاج الصداع النصفي
تساعد هذه الأدوية في إيقاف الصداع، ومنع أعراض الصداع النصفي بما في ذلك الألم، والغثيان، وحساسية الضوء، ويتم أخذ الدواء عند ظهور الأعراض الأولية للصداع النصفي،[٢] وتُقسم هذه الأدوية إلى مجموعتين كما يأتي:
- مضادات الالتهاب المسكنة للألم (NSAIDS):
مثل الآيبوبروفين ونابروكسين (Naproxen)؛ إذ تقلل هذه الأدوية من الالتهاب، ويمكن تعزيز فعاليتها بتناولها مع الكافيين.[٤]
- أدوية التربتان (Triptans):
هي أدوية مخصصة للتخفيف من الصداع النصفي في غضون 2-4 ساعات، بحيث يبدأ مفعولها بالعمل في أقل من 1-2 ساعة، وقد يعطى هذا الدواء على شكل أقراص، أو بخاخات أنف، أو على شكل حقن،[٤] كما يمكن استخدام التربتان بأمان لدى الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 6 سنوات.[٣]
- أدوية الإرغوتامين (Ergotamine):
تُستخدم أدوية الإرغوتامين لعلاج نوبات الصداع النصفي سواء لوحدها أو إلى جانب الكافيين والمسكنات الأخرى، ولكن لا يسُتخدم الإرغوتامين بكثرة بسبب الآثار الجانبية، وخاصة الغثيان، والقيء، والتشنج.[١]
يحتاج كل من دواء التربتان والإرغوتامين إلى وصفة طبية لصرفه.
أدوية العلاج الوقائي
يتم تناول هذه الأدوية يوميًا لتقليل وتيرة وشدة الصداع النصفي مع مرور الوقت، ويصف الطبيب هذه الأدوية بجرعة منخفضة، ثم يزيد الجرعة ببطء بمرور الوقت، وتشمل الأدوية الوقائية التي تحتاج وصفة من الطبيب ما يأتي:[٢]
- مضادات الاكتئاب:
مثل أميتريبتيلين (Amitriptyline).
- مضادات الهيستامين:
مثل سيبروهيبتادين (Cyproheptadine).
- مضادات التشنج:
مثل توبيراميت (Topiramate).
- أدوية حاصرات بيتا:
مثل بروبرانولول (Propranolol).
- أدوية حاصرات قنوات الكالسيوم:
مثل فيراباميل (Verapamil).
لا يُنصح باستخدام الأدوية سواء أدوية تخفيف الأعراض أو علاج الشقيقة بكثرة لدى الأطفال؛ لأن ذلك يساهم في زيادة حدوث نوبات الصداع الناتج عن الإفراط في تناول الأدوية، كما أن تناول مسكنات الألم يُفقدها فعاليتها مع الوقت إن استخدمت بكثرة، وفي حال احتاجت حالة الطفل إلى تناوله الأدوية باستمرار أو زاد عدد نوبات الصداع لديه، يجب الأخذ بنصيحة الطبيب حول ذلك فورًا.[٣]
العلاجات غير الدوائية
لا يعد التوتر مسببًا رئيسيًا للصداع النصفي، ولكنه يعد أحد العوامل المؤثرة على شدة الصداع؛ لكونه محفزًا للصداع، لذا قد يوصي الطبيب بأحد هذه العلاجات الآتية:
- العلاج السلوكي المعرفي:
يتم هذا النوع من العلاج عن طريق محادثة بين مستشار مختص والطفل، يساعده من خلالها على رؤية الحياة بمنظور إيجابي؛ ممّا يقلل من توتر الطفل،[٣] كما يساعده على التحكم بتوتر الجسم، وكيفية تخفيف شدة الصداع.[٤]
- الاسترخاء العلاجي:
تساعد تمارين الاسترخاء وتمارين التنفس، والتأمل، واليوجا، واسترخاء العضلات بالتخلص من توتر جسم المريض تمامًا، وبالتالي تساعده على الاسترخاء، كما يمكن تعلم تدريبات الاسترخاء عن طريق مشاهدة مقاطع فيديو تعليمية، أو الاستعانة بمدرب خصوصي.
- تدريب الارتجاع البيولوجي:
الهدف من هذا التدريب هو مساعدة الطفل على التحكم بردة فعل الجسم، مما يساعده على تخفيف الألم، يوجَد خلال جلسة التدريب أجهزة تراقب الأعضاء الحيوية لجسم الطفل وعضلاته، لتقديم الملاحظات بشأنها. ثم يبدأ الطفل بالتدريب على كيفية التحكم وتقليل توتر جسمه.[٣]
ملخص المقال
تتعدد الطرق المستخدمة في علاج الصداع النصفي لدى الأطفال، وأهمها الأدوية، فمنها ما قد يُصرف دون وصفة طبية؛ لتسكين الألم، ومنها ما يُصرف تحت استشارة الطبيب؛ لأنّ استخدامها دون إشرافه يحمل بعض المخاطر والآثار الجانبية على الطفل المصاب، كما يجب تغيير نمط حياة الطفل.