تناول الأدوية يُمكنه أن يحدّ من بعض أنواع الصداع النصفي ويجعلها أقل إيلامًا، إلى جانب علاجاتٍ أخرى ذاتية وتغييراتٍ في نمط الحياة،[١] ولكن تختلف خيارات العلاج المتاحة للمصابات بالصداع النصفي أثناء الحمل عن أي وقتٍ آخر؛ إذ إن الأدوية الشائعة لعلاج الصداع النصفي والوقاية منه يُمكنها أن تؤثر سلبًا في صحة الجنين وسلامته، مما يستدعي تجنّبها واستبدالها بخياراتٍ أخرى أكثر أمانًا.[٢]


علاج الصداع النصفي للحامل

يتمثل خط العلاج الأول للصداع النصفي للحامل باستخدام خياراتٍ علاجيةٍ منزليةٍ غير دوائية، وفي حال لم تُجدِ هذه الخيارات نفعًا سيبدأ الطبيب بوصف علاجاتٍ أخرى بحسب الحاجة،[٢] وفيما يلي توضيحًا لخيارات العلاج الشائعة والآمنة للصداع النصفي للحامل:


خيارات العلاج المنزلية

تشمل أبرز خيارات العلاج المنزلية التي يُمكنها إدارة نوبات الصداع النصفي للحامل ما يلي:

  • عمَل تغييرات في نمط الحياة: يشمل ذلك الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، وممارسة التمارين الرياضية المنتظمة، وتناول الوجبات الغذائية الصحية، وشُرب السّوائل بوفرة.[٣]
  • تناوُل المشروبات التي تحتوي على الكافيين: في حين أن العديد من الحوامل تمتنعن عن الكافيين تمامًا أثناء الحمل؛ إلّا أن تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين بمستوياتٍ قليلةٍ لا تتجاوز 200 ملليغرام يوميًا يُمكن أن يساعد على الحد من الصداع النصفي.[٢]
  • تجربة مكملات المغنيسيوم: يشيع استخدام مكملات المغنيسيوم للوقاية من الصداع النصفي أثناء الحمل كونها آمنة، وآثارها الجانبية قليلة.[٢]
  • ممارسة تمارين الاسترخاء،[٣] وتجربة التّدليك والكمادات البارِدة.[٤]


خيارات العلاج الدوائية

كما أسلفنا الذكر؛ يتوجب على الحامل المصابة بالصداع النصفي تجنّب العديد من الأدوية الشائعة لعلاجه أثناء الحمل لارتباطها بخطر إصابة الجنين بعيوبٍ خلقية، إلى جانب حدوث مضاعفاتٍ أثناء الحمل كالنزيف، والإجهاض، وتقييد النمو داخل الرحم (Intrauterine Growth Restriction - IUGR)؛ وهي حالة لا ينمو فيها الرحم والجنين بشكلٍ طبيعي،[٥] وتشمل خيارات علاج الصداع النصفي والوقاية منه أثناء الحمل ما يلي:

  • مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية كالباراسيتامول (Paracetamol)، والذي يُعد خط العلاج الأول للصداع النصفي للحامل بجرعة 1,000 ملليغرام، ويُفضل أن يكون على شكل تحميلة.[٤]
  • الأدوية الوِقائيّة الآمنة خلال الحمِل، مثل الميتوبرولول (Metoprolol)، والبروبرانولول (Propranolol).[٤]
  • الأدوية المُضادّة للغثيان؛ بسبب الصداع النصفي إذا لزم الأمر.[٦]



من الأمثلة على الأدوية المُضادة للغثيان خلال الحمِل سيكلزين (Cyclizine)، وأوندانسيترون Ondansetron)، وبروكلوربيرازين (Prochlorperazine)، ومن الأفضل تجنّب دومبيريدون (Domperidone) وميتوكلوبراميد (Metoclopramide) في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل بعد استشارة الطبيب بذلك.




علاجاتٍ أخرى

في بعض الحالات يُمكن أن يُعالج الصداع النصفي للحامل في عيادة الطبيب من خلال إجراء يُسمى إحصار العصب القذالي (Occipital Nerve Block)، وخلاله يحقن الطبيب حقنة صغيرة مكوّنة من مخدر موضعي وستيرويد في مؤخرة الرأس تحت الجلد في العضلات المحيطة بالعصب القذالي، والذي يرتبط بالعديد من أنواع الصداع، ويتميّز هذا الإجراء بكونه سريعًا، ويُمكن أن يوفّر الراحة لمدة تصل لأسابيع أو شهور، كما أنه آمن أثناء الحمل.[٦]


أدوية يُمنع تناولها لعلاج الصداع النصفي للحامل

تشمل الأدوية المحظورة لعلاج الصداع النصفي للحامل ما يلي:

  • الأسبرين (Aspirin)، والذي يزيد تناوله في وقتٍ مُبكرٍ من الحمل من خطر النزيف والإجهاض، بينما يزيد تناوله في الثلث الثالث من الحمل من خطر حدوث مضاعفاتٍ في القلب عند الجنين، بالإضافة لذلك فإن تناوله بالقرب من الولادة يزيد من خطر فقدان الدم المُفرط.[٥]
  • مسكنات الألم المخدرة والتي يرتبط تناولها بالإدمان عند كلٍ من الأمهات والأطفال في حال استُخدمت لفتراتٍ طويلة.[٥]
  • الإرغوتامين (Ergotamine) وهو دواء يُسبب تضيّقًا في الأوعية الدموية، مما يُمكن أن يؤثر سلبًا في نمو الجنين، كما يُمكنه أن يُحفّز نشاط الرحم ويزيد من تقلّصاته.[٧]


إحصائيات عامة حول الصداع النصفي أثناء الحمل

يشيع الصداع النصفي عند النساء بمُعدل 3 مرات أعلى من الرجال، ووِفقًا لبعض الأبحاث فإن الصداع النصفي عادةً ما يبدأ ويُصبح أكثر انتشارًا لدى النساء في وقت البلوغ، مما يُشير إلى أن الهرمونات الجنسية الأنثوية قد تلعب دورًا في ذلك، وللتوضيح أكثر؛ يكون الصداع النصفي عند النساء أكثر انتشارًا خلال سنوات الإنجاب بنسبة تتراوح ما بين 21 - 28% من إجمالي المصابات بالصداع النصفي سنويًا، بينما تُعاني ما نسبته 80% من النساء المصابات بالصداع النصفي منه طيلة فترة الحمل، مع حدوث أعلى نشاط خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.[٣]


يميل الصداع النصفي المصحوب بالهالة للظهور لأول مرة أثناء الحمل؛ إذ بلغت نسبة النساء اللواتي أبلغن عن إصابتهنّ به أثناء الحمل، على الرغم من عدم حدوثه من قِبل حوالي 70%، بالإضافة لذلك تستمر أكثر من نصف النساء المصابات بالصداع النصفي في التعرّض للصداع خلال الشهر الأول بعد الولادة.[٣]


المراجع

  1. "Migraine", mayoclinic, 2/7/2021, Retrieved 6/2/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Treating Migraine During Pregnancy", American Headache Society, Retrieved 6/2/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Safe Treatments for Migraine in Pregnancy, Lactation, Menstruation", Neurology Advisor , 20/11/2019, Retrieved 6/2/2022. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Migraine in pregnancy: what are the safest treatment options?", Drug safety, 11/1998, Issue 19, Folder 5, Page 383-8. Edited.
  5. ^ أ ب ت Rebecca Buffum Taylor (12/7/2020), "Migraine Headaches and Pregnancy", webmd, Retrieved 6/2/2022. Edited.
  6. ^ أ ب "Migraine in pregnancy", The Migraine Trust , Retrieved 6/2/2022. Edited.
  7. Robyn Horsager-Boehrer (2/10/2018), "Headache and migraine remedies that are safe during pregnancy", The University of Texas Southwestern Medical Center, Retrieved 6/2/2022. Edited.