الشرى (Urticaria) هي حالة جلديّة تُسبب ظهور نتوءات أو طفح جلدي على جلد المصابين بشكل مفاجئ إلى جانب الحاجة الملحة إلى الحكّة، والجدير أن أعراضه قد تختفي من تلقاء نفسها دون أي تدخل طبيّ في أغلب الأحيان.[١]
علاج الشرى عند الأطفال
يكون علاج الشرى المثالي عند الأطفال بإبعاد الطفل عن المؤثّر الذي يتسبّب بظهور الشرى، أو التوقف عن تناول المادّة المتسبّبة بظهور المرض،[٢] لكن قد يصعب في بعض الأحيان التوصل إلى سبب حدوث الشرى ولذلك يلجأ الطبيب إلى وصف بعض الأدوية تبعًا لشدّة المرض والأعراض الظاهرة،[٣] ونذكر من هذه الأدوية:[٣]
مضادات الهيستامين
يوصى باستخدام مضادات الهيستامين (Anti-Histamine) كدواء السيتريزين (Cetirizine)، الذي لا يسبب النعاس، ومن الجدير ذكره أنّ هذه الأدوية تستعمل للسيطرة على أعراض مرض الشرى وتوقف انتشاره وليس لعلاج السبب وراء حدوثه، ويتم استخدام دواء السيتريزين بالجرعة المناسبة تبعًا لعمر الطفل أو وزنه كالتالي:[٣]
- الأطفال والرضع الذين تقل أعمارهم عن عامين: 1 مليلتر من محلول سيتريزين الفموي لكل 4 كجم مرتين يوميًا.
- الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2-6 سنوات: 2.5 مليلتر من محلول سيتريزين عن طريق الفم مرتين يوميًا.
- الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 12 عامًا: قرص سيتريزين 10 مجم مرة واحدة يوميًا، أو 10 مليلتر من محلول سيتريزين عن طريق الفم مرة واحدة يوميًا.
ومن الأمثلة على مضادات الهيستامين الأخرى التي يمكن استعمالها للتخفيف من أعراض الشرى ما يأتي:[٤]
- لوراتيدين (Loratidine).
- فيكسوفينادين (Fexofenadine).
كريم المنثول
يمكن أن يوصف الطبيب كريم المنثول أو إحدى الكريمات المرطبة للسيطرة على أعراض الحكّة، إما بشكل منفصل أو إلى جانب مضادات الهيستامين.
حبوب الكورتيكوستيرويد
يتم صرف حبوب الكورتيكوستيرويد في حال عدم استجابة الحالة لاستخدام مضادات الهيستامين، ويتم تحديد الجرعة ومدة العلاج للطفل حسب تقييم الطبيب ولمدة محدودة، ولا يُنصح بتناول حبوب الكورتيكوستيرويد لفترة طويلة للأعراض الجانبية الكثيرة التي تسبّبها هذه الحبوب.[٢]
قد يحتاج بعض الأطفال التوجه الفوريّ للطوارئ في حال كانت الأعراض التي تظهر على الطفل شديدة، وغالبًا ما يُستخدم في هذه الحالة حقن الكورتيزون (Cortisone) وحقن الإيبينيفرين (Epinephrine).
علاج مرض الشرى المزمن
تعدّ الإصابة بمرض الشرى مزمنة في حال استمرت لأكثر من 6 أسابيع، وقد يستمر لسنوات، ويحدث دون سبب واضح، وقد يحدث أحيانًا مع الأمراض المناعية، أو أمراض الغدّة الدرقيّة، أو اختلال هرمونات الجسم، أو السرطانات في حالات قليلة،[١] وتعالج هذه الحالات باستخدام مضادات الهيستامين أو بمزيج منها مع أحد العلاجات التالية: [١][٢]
دواء أوماليزوماب
يمكن استخدام دواء أوماليزوماب (Omalizumab) في علاج مرض الشرى المزمن عند الأشخاص الذين تجاوزوا سن 12 عامًا.
مضادات مستقبلات الليكوترين
تساعد مضادات مستقبلات الليكوترين (Antileukotriene) على تقليل الحكّة والطفح الجلديّ والانتفاخ، ويمكن استخدامها على المدى البعيد بشكل بديل لحبوب الكورتيكوستيرود؛ لأنّ الأعراض الجانبية التي تسبّبها قليلة وغير خطيرة؛ كالصداع والغثيان.
السيكلوسبورين
يتوفّر علاج السيكلوسبورين (Cyclosporin) على شكل أقراص وشراب، ويسيطر على الأعراض الشديدة لتحسس الشرى، كما أنه يعمل كطريقة عمل الكورتيكوستيرود بتثبيط الجانب المؤذي من جهاز المناعة، ومن الجدير ذكره أنّه يسبّب أعراضًا جانبية، من أهمها: ارتفاع ضغط الدم، ومشاكل في الكلى، والصداع، وزيادة في مستوى الكوليسترول في الجسم.
نصائح لتخفيف أعراض الشرّى عند الأطفال
يمكن القيام بالخطوات التالية للتخفيف من أعراض الطفح الجلديّ والحكّة والاحمرار والتورّم التي تظهر على المصاب بعد التعرّض لمهيجات المرض، ولتجنب حدوث نوبات تحسّسية:
- تطبيق كمادات باردة مكان ظهور الطفح الجلديّ والحكّة.[٢]
- تجنّب الأطعمة التي تسبّب تهيّج الأعراض لدى الطفل والحرص على التأكّد من خلو الأطعمة منها عن طريق تنبيه مقدّم الطعام.[١]
- تجنّب حك أو خدش الجسم بشكل شديد وقاسٍ؛ لأن ذلك من شأنه أن يهيج الجلد.[١]
- يمكنك تجنّب الشرى الناتجة عن الضغط عن طريق ارتداء الملابس الفضفاضة.[١]
- تجنّب السباحة في الماء البارد إذا كان البرد إحدى مسبّبات الشرى لدى الطفل، كذلك تجنّب الخروج بالطقس البارد والحرص على ارتداء ألبسة دافئة.[١]
- تجنّب الخروج تحت أشعة الشمس المباشرة، وارتداء ألبسة واقية، واستعمال واقي شمس.[١]
- تنبيه الطبيب أو الصيدليّ بأسماء الأدوية التي يتحسّس منها المصاب.[١]
- الجلوس أو النوم في غرفة باردة.[٢]
- حمل إبرة إيبينفرين ذاتية الحقن لحقنها في حال حصلت نوبة شرى شديدة.[١]
- تجنّب المثيرات والمهيّجات التي يتحسّس منها الطفل،[٣] ومنها ما يأتي:
- لدغة الحشرات.[١]
- البيض.[٥]
- الفول السودانيّ.[٥]
- عقار البنسلين.[٥]
- الأدوية التي تحتوي على مادة السلفا.[٥]
- المحار.[٥]
- بعض العلاجات التي تستخدم لإيقاف الاختلاجات.[٥]
- دواء الأسبرين.[٥]
- دواء فينوباربيتال (بالإنجليزية: Phenobarbital).[٥]
- نقل الدم.[١]
- اللبن النباتي (بالإنجليزية: Latex).[١]
أعراض تستدعي مراجعة الطبيب فورًا
تستدعي ظهور بعض الأعراض مراجعة أقرب مركز طوارئ لإنقاذ حياة الطفل، من هذه الأعراض ما يأتي:[٤]
- ضيق في التنفس.
- تورّم الشفاه واللسان.
- صعوبة في البلع.
- الاستفراغ.
ملخص المقال
يُعدّ مرض الشرى أحد الأمراض الجلدية التي يتأثر ظهورها بالعديد من المهيجات؛ كالبيض، والفول السوداني، وبعض الأدوية مسببةً ظهور نتوءات حمراء اللون على الجلد عند الأطفال، ويصعب تشخيصها لتشابهها مع أمراض أخرى، ولا بدّ من مراجعة الطبيب لتشخيصها على نحو سليم وتقديم العلاج المناسب؛ كالستيرويدات، أو مضادات الهيستامين، وغيرها، إضافةً إلى ضرورة تجنّب المهيجات والأخذ بالنصائح التي من شأنها التخفيف من الطفح.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش "Hives", ACAAI, Retrieved 20/1/2022. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Neha Pathak (22/3/2021), "Hives and Your Skin", Web MD, Retrieved 20/1/2022. Edited.
- ^ أ ب ت ث Natalie Allen (1/4/2019), in children is treated with a non-sedating,recommendations based on age groups are as follows: "Urticaria in children", dermNet nz, Retrieved 20/1/2022. Edited.
- ^ أ ب "Hives (Urticaria) in Children", healthychildren.org, Retrieved 20/1/2022. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Urticaria (Hives) in Children", Stanford Children's Health, Retrieved 20/1/2022. Edited.