ما هي تشنّجات الأطفال الرضّع؟

تُعرف تشنّجات الأطفال الرضّع (Infantile spasms) أو التشنّجات الطفوليّة بأنّها نوع من النوبات التشنجيّة التي تحدث عند تفريغ الشحنات الكهربائيّة في الدماغ بشكل غير منتظم وبصورة غير طبيعيّة، مما يؤدي إلى انقطاع مؤقّت لوظائف الدماغ،[١] ويُطلق على تشنّجات الأطفال الرضّع طبيًّا عدّة أسماء، منها؛ متلازمة ويست، وتشنّجات السلام، وتشنّجات البرق.[٢]



قد تحدُث نوبات تشنجيّة بسبب نشاط كهربائي مفاجئ وغير طبيعي ومفرط في الدماغ لدى الأطفال حديثي الولادة (أول 28 يومًا من الحياة)، وتحدث معظمها في أول يوم إلى يومين إلى الأسبوع الأول من حياة الطفل.




تمثّل تشنّجات الأطفال الرضّع حالة نادرة نسبيًّا، تبدأ عادةً خلال السنة الأولى من عمر الرضيع،[٣] وفي الحقيقة غالبًا ما تختفي هذه التشنّجات لدى الأطفال الرضّع عند بلوغهم 4 سنوات، بينما يصاب هؤلاء الأطفال بأنواع أخرى من مرض الصرع أو التشنّجات في مراحل حياتهم اللاحقة، وقد يعاني الأطفال المصابون بالتشنّجات من بطء النموّ أو فقدان بعض المهارات التي قد أتقنوها مسبقًا مثل المناغاة، أو الجلوس.[٤]


أعراض تشنّجات الأطفال الرضع

تبدأ نوبة التشنّج عادةً بشكل مفاجئ، وتستمر النوبة الواحدة لبضع ثوان فقط، ولكنّها عادةً لا تأتي منفردة بل تحدث مجموعة نوبات متتالية،[٢] وبالتالي تستغرق مجموعة النوبات معًا عدّة دقائق،[٤] وقد يصل عدد النوبات في المجموعة الواحدة إلى 150 نوبة، بينما قد يعاني بعض الأطفال من 60 مجموعة من النوبات خلال اليوم الواحد أحيانُا.[٢]


عندما تحدث نوبة التشنّج للرضيع تتيبّس عضلات الذراعين والساقين لديه،[٤] وقد تنحني للأمام، وقد يتقوّس الظهر،[٣] كما قد ينحني رأس الطفل للأمام، ليشبه بذلك وضعيّة الاندهاش والمفاجأة، وفي كثير من الأحيان يتم تفسير هذه التشنّجات بشكل خاطئ بأنّها ناتجة عن المغص أو الارتجاع المريئي أو الحازوقة، وغالبًا ما تحدث التشنّجات بعد الاستيقاظ من النوم مباشرة،[٤] ونادرًا ما تحدث أثناء النوم.[٣]


أسباب تشنّجات الأطفال الرضّع

تنشأ تشنّجات الأطفال الرضّع في الغالب لدى الأطفال الذين يُعانون من اضطرابات في الدماغ أو مشاكل في النموّ،[١] وتشمل ما يأتي:

  • تشوّهات الدماغ.[١]
  • نقص الأكسجين عند الرضيع خلال فترة المخاض أو الولادة.[١]
  • التعرّض لإصابات خطيرة في الرأس أثناء أو بعد الولادة.[١]
  • اضطرابات في الجينات الوراثيّة.[١]
  • اضطرابات في عمليّات الأيض أو التمثيل الغذائي.[١]
  • وُجود التهاب في الدماغ.[٢]
  • تشوّهات في الأوعية الدمويّة الموجودة في الدماغ.[٤]


تشخيص تشنّجات الأطفال الرضّع

من الضروري تشخيص تشنّجات الأطفال الرضّع في وقت مبكّر لتفادي حدوث مضاعفات للمرض، لذلك يتوجّب على الوالدين مراجعة طبيب الأطفال المختصّ بعلاج الأمراض العصبيّة (Pediatric neurologist) في حال ملاحظة أعراض التشنّج على الرضيع،[٣] ويقوم الطبيب بتشخيص تشنّجات الأطفال الرضّع بناءً على الأعراض التي يُعاني منها الرضيع، بالإضافة إلى نتائج مجموعة من الفحوصات المخبريّة والأشعّة التصويريّة، والتي قد تشمل ما يأتي:[١]

  • تخطيط الدماغ: يتم إجراء تخطيط كهربائيّة الدماغ (Electroencephalography) للرضيع أثناء استيقاظه وأثناء نومه، وذلك بهدف التأكد من وجود أنماط محدّدة من النشاط الكهربائي الشاذّ في الدماغ.[١]
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: يتم إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي (Magnetic resonance imaging) للدماغ بهدف ملاحظة أي من علامات التشوّه أو التلف الدماغي لدى الرضيع.[١]
  • تحاليل الدم والبول والسائل النخاعي: قد يتم إجراء تحاليل مخبريّة لعيّنات لكل من الدم والبول والسائل النخاعي المحيط بالحبل الشوكي للبحث عن السبب الحقيقي وراء حدوث التشنّجات.[١]
  • الاختبارات الجينيّة: قد يتم إجراء اختبارات جينيّة للرضيع في حال كان سبب التشنّجات الطفوليّة غير واضح بعد إجراء الفحوصات السابقة.[١]


علاج تشنّجات الأطفال الرضّع

يُصنف علاج تشنجات الأطفال الرضع إلى علاجٍ دوائي وغير دوائي، وفيما يأتي توضيحٌ لذلك:


العلاجات الدوائيّة

يجب البدء في علاج تشنّجات الأطفال الرضّع في أسرع وقت ممكن بعد تشخيص الحالة، وتشمل العلاجات الدوائيّة:[٥]

  • الخيارات العلاجيّة الأوّليّة: وتعدّ فعّالة بشكل كبير في علاج التشنّج عند الرضّع، ويجب تجربتها في البداية قبل الخيارات الثانويّة، وتشمل الأدوية الآتية:[١]
  • الهرمون الموجّه لقشرة الكظر (Adrenocorticotropic hormone) والذي يتم إعطاؤه للرضيع على شكل حقن عضليّة.
  • أدوية الكورتيزون الفموية.
  • فيجاباترين (Vigabatrin) وهو الفعّال بشكل خاصّ للأطفال الذين يُعانون من التصلّب الحدبي، ويُعطى على شكل محلول فموي.
  • الخيارات العلاجيّة الثانويّة: في حال تمّ تجربة العلاجات الأوليّة السابقة، ولم تخفّف من المشكلة يمكن استخدام أدوية أخرى مضادّة للتشنّج، ومنها:[٥]
  • فالبروات (Valproate).
  • توبيراميت (Topiramate).
  • بيريدوكسين (Pyridoxine) أو فيتامين ب6.
  • زونيساميد (Zonisamide).
  • كلوبازام (Clobazam).
  • كلونازيبام (Clonazepam).


العلاجات غير الدوائيّة

وتشمل العلاجات الآتية:[٥]

  • الجراحة: قد يحتاج بعض الأطفال الرضّع لا سيّما الذين لديهم مناطق محدّدة داخل أدمغتهم تسبّب التشنّجات إلى جراحة علاجيّة في وقت مبكّر، ومنهم الأطفال الذين يُعانون من تشوّهات الدماغ.[٥]
  • تعديل النظام الغذائي: لوحظ أنّ النظام الغذائي المولّد للكيتون والمعروف بالكيتو والذي يعتمد على الدهون كمصدر للطاقة في الجسم بدلًا من الكربوهيدرات آمن ويمكن تحمّله، بالإضافة إلى أنّه قد يكون فعالاً في علاج تشنّجات الأطفال الرضّع الذين لم تتحسن حالتهم عند استخدام الخيارات العلاجيّة الأوليّة التي تمّ ذكرها سابقًا.[٥]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش M. Cristina Victorio (1-4-2021), "Infantile Spasms", msdmanuals, Retrieved 17-1-2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث Carol DerSarkissian (14-10-2021), "West Syndrome", webmd, Retrieved 17-1-2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Infantile Spasms: Symptoms, Causes & Treatment", healthychildren, 30-11-2020, Retrieved 17-1-2022. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج Amy W. Anzilotti (1-2-2021), "Infantile Spasms", kidshealth, Retrieved 17-1-2022. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج Angel Hernandez and Elaine Wirrell (6-1-2020), " Infantile Spasms (West Syndrome)", epilepsy, Retrieved 17-1-2022. Edited.