خلل التوتر العضلي عند الأطفال

خلل التوتر العضلي عند الأطفال (Dystonia) هو أحد الاضطرابات الحركية التي تُؤدي لحدوث تقلصات عضلية مؤلمة لا إرادية؛ ممّا يُسبب حركات متكررة وملتوية، ووضعيات غير طبيعية لأجزاء الجسم المصابة، وقد تحدث هذه الأعراض على شكل نوبات أو على نحوٍ مزمن، كما قد تختلف فيما بينها حسب وضعية الجسم، وحالة الوعي، والحالة العاطفية للطفل.[١][٢]


أنواع خلل التوتر العضلي عند الأطفال

يساعد معرفة نوع خلل التوتر العضلي المصاب به الطفل على تحديد العلاج المناسب، وبشكل عام يُصنّف خلل التوتر العضلي بناء على الخصائص كالآتي:[٣]

  • بدء ظهور الأعراض

يختلف تصنيف المرض باختلاف العمر التي تظهر عليه الأعراض كما هو موضّح فيما يأتي:

  • بداية الطفولة: منذ الولادة وحتى عمر سنتين.
  • الطفولة: بين عمر 3-12 سنة.
  • بداية المراهقة: بين 13-20 سنة.
  • البلوغ: على عمر أكبر من 20 سنة.
  • توزّع خلل التوتر العضلي في الجسم

يشمل توزّع خلل التوتر على أجزاء الجسم المتأثرة، ومقدار تأثّرها كالآتي:

  • بؤري: يتأثر فيه جزء واحد من الجسم؛ كالساق.
  • قطعي: يتأثر فيه جزءان متجاوران من الجسم؛ كالرأس والرقبة.
  • نصفي: تتأثر فيه أجزاء مختلفة من الجسم، ولكن في جانب واحد كالساق واليد على الجانب الأيمن من الجسم.
  • معمم: تتأثر فيه أجزاء مختلفة ومتعددة من الجسم.
  • مسار المرض

يقتضي هذا التصنيف على كيفية تطوّر المرض مع مرور الوقت كالآتي:

  • تدريجي: يحدث فيه زيادة تدريجية للأعراض.
  • نوبي: تتراوح ما بين نوبات من ظهور الأعراض وفترات غير عرضية.
  • ثابتة: لا تزداد حدة الأعراض، ولا تتحسن مع الوقت.


أسباب خلل التوتر العضلي عند الأطفال

قد لا يستطيع الأطباء تحديد السبب الدقيق لحدوث خلل التوتر العضلي، فقد ترتبط هذه الحالة بالوراثة في بعض الحالات، ولكنّها تحدث بشكل أكثر شيوعًا بالإصابات الدماغية التي قد تنتج عن إحدى الحالات الآتية:[٤]

  • الشلل الدماغي.
  • حوادث المرور.
  • أورام الدماغ.
  • التعرض للسموم.
  • أمراض الجهاز العصبي.
  • المشاكل الخَلقية المرتبطة بالولادة.
  • الآثار الجانبية لبعض الأدوية.
  • الجلطات الدماغية.


ما هي أعراض خلل التوتر العضلي عند الأطفال؟

تكون الأعراض خفيفة بدايةً، ولكن يُلاحظ ظهورها مع تعب الطفل أو قلقه، ونتيجة لاختلاف مناطق الجسم المتأثرة وأنواع خلل التوتر العضلي، فقد تختلف الأعراض فيما بينها بشكل كبير، ويتضمّن أهمها ما يأتي:[٥]

  • التقلصات المتكررة في عضلات القدم وجرّها أثناء المشي.
  • الالتواء اللاإرادي للرقبة.
  • الالتواء في الذراع أو الساق، أو حدوث شد في عضلاتها.
  • ترميش العين المتكرر والسريع واللإرادي.
  • تداخل الكلام.
  • سيلان اللعاب.
  • صعوبة البلع.
  • صعوبة الكلام أو رُعاش الصوت.


تشخيص خلل التوتر العضلي عند الأطفال

لغاية اليوم لا يوجد اختبار يُشخّص خلل التوتر العضلي بشكل دقيق، ويعتمد التشخيص على التقييم السريري عبر الأعراض والسؤال عن التاريخ الطبي والعائلي للطفل، وتتضمّن أهمّ الاختبارات التشخيصية ما يأتي:[٦]

  • الفحوصات المخبرية:

كفحوصات الدم، والبول، وتحليل السائل الدماغي الشوكي لاستبعاد مشاكل أخرى سببت الأعراض.

  • تقنيات التخطيط الكهربائي:

كتخطيط العضل الكهربائي (EMG) وتخطيط الدماغ الكهربائي (EEG).

  • الاختبارات الجينية:

لتحديد بعض أنماط التوتر العضلي.

  • اختبارات الأخرى:

تهدف لاستبعاد تشخيص الأمراض الأخرى.


علاج خلل التوتر العضلي

يعتمد علاج خلل التوتر العضلي على نوع الحالة وسببها، فقد يعالج خلل التوتر العضلي الذي يُعزى لتناول بعض الأدوية بإيقاف تناولها أو تقليل جرعاتها، وتتضمّن أهمّ الوسائل العلاجية المتبعة ما يأتي:[٧]

  • العلاج الفيزيائي:

من خلال تمارين تمديد العضلات وتقويتها وتحسين نطاق حركتها للمساعدة في ضبط حدة هذا المرض.

  • الأدوية:

تشمل الخيارات الدوائية:.

  • الباكلوفين (Baclofen): هو دواء يمنع تكوّن الإشارات العصبية غير الطبيعية المسببة لتقلصات العضلات.
  • ليفادوبا (Levodopa): وهو دواء يُستخدم للباركنسون، لكنه قد يفيد في خلل التوتر العضلي أيضاً عن طريق تثبيط حركة العضلات اللإرادية.
  • البوتكس: الذي يحقن في العضلات كل 3-4 أشهر.
  • الجراحة:

في الحالات الشديدة تُستخدم جراحة التحفيز العميق للدماغ DBS التي تقوم على زرع جهاز داخل الدماغ للتحكم بالحركات اللاإرادية، وقد يكون هذا العلاج الخيار الأفضل في حال وجود عامل وراثي للإصابة بالمرض، كما قد يُلجأ في بعض الحالات لزرع مضخّة لدواء الباكلوفين (Baclofen) بشكل مستمر لمناطق محددة في الدماغ.

  • العلاجات التكميلية:

قد يساعد كل من التدليك، والكمادات الدافئة أو الباردة في تخفيف آلام العضلات.


ملخص المقال

يعدّ خلل التوتر العضلي عند الأطفال أحد الاضطرابات العصبية؛ حيث يؤدي إلى حدوث تقلصات لا إرادية في العضلات بأنماط مختلفة تعتمد على نوع الخلل، وقد تنتقل بعض حالاته بشكل وراثي، ولكنّها ترتبط عند الأطفال غالبًا بإصابة الدماغ، وتُشخّص هذه الحالة عبر الفحص السريري وإجراء بعض التحاليل المختبرية والتصويرية، وتُعالج دوائيًا في أغلب الحالات أو قد يتم اللجوء للجراحة.

المراجع

  1. "Pediatric Dystonia", dystonia-foundation, Retrieved 19/1/2022. Edited.
  2. "Dystonia in Children", childrens, Retrieved 12/6/2022. Edited.
  3. "Dystonia", aboutkidshealth, Retrieved 19/1/2022. Edited.
  4. "Dystonia in children", advocatechildrenshospital, Retrieved 19/1/2022. Edited.
  5. "Dystonia", chop, Retrieved 19/1/2022. Edited.
  6. "Dystonia", cookchildrens, Retrieved 19/1/2022. Edited.
  7. "Dystonia", chop, Retrieved 19/1/2022. Edited.