تقوس الساقين (Bowlegs أو Genu Varum) هي حالة تظهر فيها الساقين بشكلٍ متقوسٍ أو شبه دائري نحو الخارج عند وقوف الطفل؛ وقد يكون الأمر طبيعيًا في مراحل نمو الطفل الأولى وتتلاشى مع تقدُّمه في العمر، بينما في حالة استمرار مشكلة تقوّس الساقين عند الطفل وبتوجيهٍ من الطبيب، سيلزم التدخلٍ الطبيّ وتلقي العلاج اللازم.[١]
ما المقصود بتقوس الساقين عند الأطفال؟
يقصد بتقوّس الساقين عند الأطفال أنه ظهور كلتا الساقين بشكلٍ منحنٍ يشبه القوس، بحيث تبدو الركبتان بعيدتين عن بعضهما البعض عند الوقوف أو التقاء القدمين معًا والكاحلين معًا.[٢]
متى يظهر تقوس الساقين عند الأطفال؟
يظهر تقوّس الأطفال عند الرضّع والأطفال في مختلف الأعمار، ونادرًا ما تكون هذه الحالة خطيرة؛ إذ إنها تزول عند وصول الطفل عمر 3 - 4 سنوات بناءً على أحد الأبحاث.[٢]
أسباب تقوس الساقين عند الأطفال
عادةً يكون سبب ولادة الطفل هو نمو الجنين في حيّزٍ صغير داخل الرحم، مما يجبره على التكيف داخل الحيز بتقويس ساقيه؛ ويسمى هذا النوع بتقوّس الساقين الفيسيولوجي، إذ يزول هذا النوع تدريجيًا عند بدء الطفل بالمشي ويكون ذلك عادةً بعمر 12- 18 شهرًا.[١]
أمّا في حال استمرار تقوس الساقين عند الأطفال بعد عمر الثلاث سنوات؛ فقد يكون هنالك أسبابٌ أخرى للتقوس بناءً على واحدة من الأبحاث حول تقوّس الساقين،[١] ومن أسباب التقوس:[٣]
- داء بلاونت (Blount disease): هو أحد اضطرابات النمو التي تؤثر على نمو قصبة الساق لدى الطفل مما يسهم في ظهور الساقين بشكلٍ متقوّس.
- مرض الكساح (Ricket disease): هو واحدة من الأمراض التي تظهر بسبب عجز في فيتامين د والكالسيوم مما يجعل العظم أكثر رقّةً وتقوّسًا.
- داء التقزّم (Dwarfism): هو مرضٌ يتمثَل بقصر القامة وعدم تشكّل الغضاريف، مما يسهم في ظهور تقوّس القدمين.
- بعض الحالات الخاصة: قد تسهم الكسور التي لم تؤول إلى التشافي في تقوّس القدمين عند الأطفال، كما أن للأورام أو مشاكل النمو دورٌ مهم في ذلك أيضًا.
- التسمم: يسهم التسمم بعنصر الرصاص أو الفلورايد في إصابة الطفل بتقوّس القدمين.
أعراض تقوس الساقين عند الأطفال
إضافةً إلى مظهر الساقين المتقوّس بشكلٍ متساوٍ نحو الخارج ومن عند الركبتين بالتحديد، فقد يُلاحَظ على الطفل المصاب بتقوّس الساقين الآتي:[٢][٤]
- توجّه أصابع القدم للداخل عند المشي كأصابع قدم الحمام.
- كثرة التعرقل والسقوط أثناء المشي.
يجدر الذكر أنه لا يوجد ألم مرافقٌ لحالة تقوس الساقين، ولا خوف على الطفل إلّا في حال استمرار هذه الأعراض حتى سن الثانية.[٥]
دواعي مراجعة الطبيب
يجدر مراجعة الطبيب في حال ملاحظة أي من الحالات الآتية على الطفل:
- زيادة الحالة سوءًا وزيادة التقوّس.[١]
- صعوبة في الركض وكثرة التعثّر أو العرج.[٢]
- شكوى الطفل من آلام في الساقين.[٢]
- ضعف في الساقين.[٢]
- وجود تقوّس غير متساوٍ في كلتا الساقين.[١]
- استمرار الحالة أكثر من ثلاث سنوات.[١]
تشخيص تقوس الساقين عند الأطفال
يلجأ الطّبيب عادةً للإجراءات الآتية لتشخيص حالة تقوس الساقين عند الأطفال:[٦]
- الفحص السريري المبدئي للطفل؛ لما له من دورٌ في تشخيص الحالة وتقليل تكاليف الفحص المتقدِّمة وفقاً لأحد الأبحاث.
- تصوير الأشعة السينية.
- تحاليل الدم للبحث عن أي أمراض قد تسبب الحالة كمرض الكُساح.
علاج حالة تقوَس الساقين
يتم اتخاذ الإجراءات العلاجية للطفل المصاب بتقوّس الساقين بعد عمر السنتين أو الثلاث سنوات، أو ما قبل ذلك إن كانت الحالة شديدة، ويكون ذلك اعتمادًا على مسبب الحالة كما يأتي:[٧]
استخدام الأجهزة المُقوِّمَة
يلجأ الأطباء لاستخدام الجبيرة أو الدعامات والأجهزة المقوّمة لعلاج التقوّس عند الأطفال بسبب داء بلاونت.
المكمّلات الغذائية
يُعطَى الطفل المصاب بالكساح المكمّلات الغذائية التي تحتوي على الكالسيوم وفيتامين د لتخفيف أعراض التقوّس.
النمو الموجّه
يقصد بالنمو الموجّه عملية جراحية يقوم الطبيب فيها بوضع صفيحة معدنية في الجانب الصحي من عظم الساق؛ لإيقاف نموّه والسماح بالجانب ذي النمو الضعيف اللحاق بالجانب السّليم لتصحيح التقوّس، ويكون هذا العلاج في الحالات الشّديدة لتقوّس الساقين.
قطع عظم القصبة
يقوم الجرّاح في حال كان التقوّس قويًا وشديدًا بعمل عملية جراحية تتمثّل بقطع عظم القصبة أسفل الركبة وتثبيتها بمسامير داخلية أو جبيرة خارجية؛ مُصححًا بذلك التقوّس.
الفئات الأكثر عرضة لتقوّس الساقين
فيما يلي أهم الفئات التي قد تكون نسبة إصابتهم بحالة تقوّس الساقين أكثر من غيرهم:[٢]
- الأطفال المصابون بالسّمنة وذوي الأوزان العالية.
- الأطفال الذين مشوا مبكرًا.
- الأطفال الذي يمتلكون فردًا من العائلة مصابًا بتقوّس الساقين.