بحث عن التوأم الطفيلي

ما هو التوأم الطفيلي؟

تحدث حالة التوأم الطفيليّ (Parasitic twin or Heteropagus twin) عندما يكون أحد الأجنة مُكتملًا وطبيعيًا تمامًا، في حين لا يكتمل أو يتماثل نموّ الجنين الثاني، ليلتصق بأخيه ببعض الأنسجة والأوعية الدموية؛ ويعتمد عليه في مُعظم الوظائف الحيويّة، وهي حال نادرة جداً، يُقدّر أنّها لا تتجاوز حالة واحدة من بين كلّ مليون ولادة حول العالم، وهي تُصنّف من ضمن حالات التوائم المُتلاصقة.^[١]

هل يعيش التوأم الطفيلي؟

لا يُمكن الجزم بالأمر، إذ تُعامل كلّ حالة على حدة وفق وضع التوائم فيها بالضبط، وفي حين أنّ بعض المصادر تذكر ارتفاع احتمالية وفاة التوأم (السليم وغير المُكتمل) سواء في رحم الأم، أو بعد الولادة مباشرة،^[٢] وقد تم الإبلاغ عن وفاة 15 حالة فقط من التوائم الطفيليّة من أصل 49 حالة مُسجّلة سابقًا، وفقًا لإحدى الدراسات السريريّة المنشورة في مجلّة (Journal of Pediatric Surgery Case Reports) عام 2018م.^[١]

ولكن، ومن جانب آخر، فإنّ الطفل غير المُكتمل في حالة التوأم الطفيليّ لا يُمكنه على الإطلاق النجاة والعيش لوحده، حتّى أنّ احتماليّة كونه واع وقادر على التفاعل غير مُمكنة.^[٣]

ما الفرق بين التوأم الطفيلي والتوأم المتلاشي؟

ما يحدث في حالة التوأم المُتلاشيّ (Vanishing twin syndrome) مُختلف عن التوأم الطفيليّ؛ إذ يُبيّن فحص الأمّ الحامل عبر السونار وجود التوأم، وقد يظهر نبضهما أيضًا، ولكن في إحدى الفحوصات التي تليه يختفي أحد التوائم، ويمتصّه جسم أخيه أو تمتصّه المشيمة أو جسم الأمّ، ومن هنا جاء مصطلح التوأم المتلاشي، ويعيش شقّ التوأم المُتبقيّ بعدها، واحتماليّة حدوث التوأم المُتلاشي تتراوح ما بين 21-30% من حالات التوائم حول العالم.^[٤]

ما العلاجات المتوفرة لحالة التوأم الطفيلي؟

لا يُوجد علاج أو طريقة جراحيّة للتعامل مع التوأم الطفيليّ داخل رحم الأمّ أثناء الحمل، وتبدأ العلاجات المُمكنة بعد ولادة الطفل السليم بفترة قصيرة، إذ يهدف العلاج إلى التخلّص من الطفل غير المُكتمل وإعطاء الطفل السليم فُرصة للعيش، دون أن يؤثّر ذلك على صحّته ووظائف أعضائه الحيويّة قدر الإمكان.^[٥]

وتتطلّب جراحة فصل التوأم أطباء جراحة مُتمرّسين، والعديد من الصور التي تُبيّن الأنسجة التي تجمع بين التوائم، مع طرح الطرق الأنسب لفصلهما، بحيث يتم فحص كلّ ممّا يأتي:^[٥]

• العظام.
• الأوعية الدمويّة.
• الأنسجة اللينة.

وعلى الأرجح أنّ صحّة الطفل السليم ستكون على ما يُرام في حال لم يظهر عليه أيّ دلالات تُشير لإصابته بمشاكل أو تشوهات في القلب؛ لاعتماد الطفل غير المُكتمل عليه قبل فصله، ويؤخذ بعين الاعتبار أيضًا احتماليّة إصابة الطفل السليم ببعض المُضاعفات الناجمة عن عملية الفصل، وهي تتضمّن الآتي:^[٥]

• الإصابة بعدوى ما.
• الإصابة بفتق مُعيّن.
• تدهور وضع الجرح مكان فصل الطفل غير المُكتمل.
• الحاجة لإجراء جراحات تصحيحيّة مُستقبلًا.

هل يوجد حالات معروفة للتوأم الطفيلي؟

أجل، سُجّلت إحدى حالات التوأم الطفيليّ الغريبة للغاية لطفلة مصرية اسمها منار ماجد، التي ولدت عام 2004 كطفلة كاملة، ولكن مع توأمها غير المُكتمل الذي كان مُلتصقًا برأسها، واسمه إسلام، وكان إسلام عبارة عن جُمجمة فقط، لديه دماغ مُنفصل وباستطاعته إغلاق عينيه وفتحهما، والضحك أحيانًا، ولكن نظرًا لعدم وجود أيّ أعضاء أُخرى له، فقد اعتمد كُليًّا على منار لأداء وتوفير الوظائف الحيويّة التي تُبقيه على قيد الحياة.^[٢]

ونظرًا لذلك؛ فقد زاد العبء على قلب منار، ليُصبح إجراء جراحة الفصل بينهما أمر ضرورياً للحفاظ على حياتها، وفي عام 2005 تمّ فصلهما أخيرًا في عملية جراحيّة استمرّت مدّة 13 ساعة، وكانت نتائجها جيّدة في البداية، إذ استطاعت منار تحريك أطرافها بشكل طبيعيّ، إلا أنّها عانت من تجمّع السوائل في الدماغ، وتوفيت عام 2006 نتيجة إصابتها بالتهاب في الدماغ.^[٢]

ملخص المقال

تُصنّف حالة التوأم الطفيلي من الحالات النادرة للغاية، التي تظهر بنموّ أحد التوائم بشكل طبيعيّ، ونمو الآخر بشكل غير سليم وغير كامل، مع التصاقهما ببعضهما في مكان مُعيّن من الجسم، بحيث لا يُمكن التدخّل طبيًّا لعلاج المُشكلة أثناء فترة الحمل، ويكون الخيار العلاجيّ الوحيد هو في مُحاولة فصلهما لإنقاذ الطفل السليم، ولكن يحمل ذلك بعض المُضاعفات التي تُقلّل من فرص نجاته.