الوحام على الحلو: على ماذا يدل، وأسرار تساعدك على تناوله باعتدال

تزداد رغبة الكثير من النساء خلال فترة الحمل تجاه تناول الكربوهيدرات النشوية والأطعمة الحلوة في المرحلة الأولى من الحمل، تزامنًا مع الشعور بالغثيان، وقد تتساءل الكثير منهن حول وجود دلالة معينة مُرتبطة بالرغبة الشديدة تجاه تناول الحلويات أو ما يُسمى بالوحام، وكما تبحث الكثير منهن حول طُرق للسيطرة على هذه الرغبة وتناول هذه الأطعمة باعتدال، وهذا ما سيتم الحديث عنه في هذا المقال.^[١]

على ماذا يدل الوحام على الحلو؟

تزداد شهية غالبية النساء للطعام خلال فترة الحمل، ويشيع بين الكثير من الأشخاص بأنّ اشتهاء المرأة الحامل للسكر والأطعمة الحلوة يُعد دلالة على حملها بفتاة، أما النهم والرغبة الشديد في تناول الأطعمة المالحة فهي تدل على الحمل بصبي، ولكن وفي الحقيقة لا يوجد دليل علمي يُثبت صحة هذه الاعتقادات وارتباطها بجنس الجنين، نظرًا لأنّ الرغبة الشديدة تجاه تناول السكر قد تكون ناجمة عن الانخفاض في مستويات السكر في الدم، لذا قد يكون تناول وجبة صغيرة من فترةٍ لأخرى حلاً للتخفيف من هذه الرغبة الشديدة تجاه الأطعمة الحلوة.^[٢][٣]

متى يعتبر تناول السكر ضاراً؟

إن تناول كميات مُعتدلة من الأطعمة التي تحتوي على السكر الطبيعي؛ كالفاكهة الطازجة، والحليب، واللبن، أو الكاسترد المُضاف إليه القليل من السكر، لا يُعد مشكلة ولا ضارًا بالصحّة، إذ إنّ هذه الأطعمة تُعتبر غنية بالعديد من العناصر الغذائية المهمة والضرورية للصحة، وبشكلٍ عام تكون نسبة السكر الموجودة فيها على الأرجح ضمن النطاق الطبيعي، كما أنَّ إضافة معلقة صغيرة من السكر لكوب شاي أو قهوة، أو إضافة معلقة من العسل أو المربى على قطعة خبز لا يُعتبر مشكلة غالبًا ولا يتسبب بأيّ ضرر، ولكن يكمن الضرر في الأطعمة والمشروبات ذات المستويات العالية من السكر وفي ذات الوقت تفتقر إلى العناصر الغذائية المهمة والضرورية للصحّة، وبالتالي فإن استهلاك كميات كبيرة منها قد يُساهم في زيادة نسبة السعرات الحرارية بشكلٍ مُبالغ فيه، مما قد يؤدي إلى زيادة كبيرة في الوزن.^[٤]

ما مقدار كمية السكر المُوصى بها خلال فترة الحمل؟

يوصي الخبراء بألّا تزيد نسبة السكريات عن أكثر من 5% من السعرات الحرارية اليومية، سواء أكانت السكريات المُضافة إلى المشروبات والأطعمة، أو حتى السكريات الموجودة بشكلٍ طبيعي في الفاكهة، والخضروات، والعسل، ويجب على المرأة الحامل ألّا تزيد نسبة السكريات الحرة اليومية لديها عن 30 غرامًا؛ أيّ ما يُعادل سبعة مكعبات من السكر، وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ علبة الكولا الواحدة قد تحتوي على تسعة مكعبات من السكر تقريبًا، وبالتالي فإن علبة واحدة من الكولا تتعدى الكمية اليومية المسموح بها للحامل، وكون الأطعمة السكرية المُصنّعة موجودة في الكثير من الأطعمة؛ كالكعك، والبسكويت، والشوكلاته، والمشروبات الغازية، والحلويات، وغيرها، فيجب على المرأة الحامل أن تتعامل معها بحذر وتقلل من تناولها في سبيل الحرص على أن يكون النظام الغذائي المُتبع صحيًا قدر الإمكان خلال فترة الحمل، مع ضرورة التركيز على أن الحرمان التام ليس خيارًا جيدًا؛ إذ يُمكن للمرأة الاستمتاع بتناول الأطعمة الحلوة، ولكن ضمن نظام متوازن قائم على البدائل الطبيعية المغذية.^[٥]

نصائح عند الوحام على الأطعمة الحلوة

قد يكون الامتناع عن تناول الحلويات والسكر خيارًا صعبًا وغير صحيًا بشكلٍ عام، فكما تمت الإشارة سابقًا فإنّ الأمر يستلزم تناولها باعتدال، وبشكلٍ خاص خلال فترة الحمل خاصة إذا كانت لدى المرأة رغبة شديدة تجاه تناول السكريات، وفيما يأتي مجموعة من النصائح والإرشادات التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند الوحام على الأطعمة الحلوة:^[٦][٧]

• تجنب تناول الأطعمة المصنعة: ومن الأمثلة عليها: المشروبات الغازية، إذ تحتوي على كميات كبيرة من السكر.
• المحافظة على مستويات السكر في الدم ضمن النطاق الطبيعي: إذ إنّ تناول وجبات صغيرة الحجم سيساعد في المحافظة على مستويات سكر الدم وتجنب الحاجة إلى زيادة السكر أو تحفيز الرغبة تجاه ذلك، ومن الجدير ذكره أنّ تقسيم الطعام وتناوله بكميات صغيرة يؤدي إلى إطلاق السكر ببطء في الجسم وبالتالي المحافظة على مستويات السكر.
• الإكثار من شرب الماء: حيث يُساهم شرب الماء بامتلاء البطن، مما يحد من الرغبة الشديدة تجاه تناول الطعام، بالإضافة إلى كون الماء ضروريًا خلال فترة الحمل كونه يحمي الجسم من الجفاف.
• ممارسة التمارين الرياضية وتمارين التأمل: يُمكن ممارسة تمارين اليوجا على سبيل المثال فهي تُساهم في صرف الانتباه وتشتيت التركيز عن تناول الطعام، ويُمكن كذلك ممارسة التأمل حيث إنّ التفكير في الأشياء الصحية أثناء الحمل خلال فترة التأمل سيُحفز المرأة للتوجه نحو الخيارات الصحية.
• الاستعانة ببدائل صحية أكثر: يمكن أن تكون خيارات الآيس كريم قليل الدسم أو الزبادي المجمد مرضية تمامًا نظرًا لكونها تحتوي على كميات أقل من السعرات الحرارية، ويُمكن إضافة التوت إليها كونه غنيًا بمضادات الأكسدة، وقد توفر الفراولة المغطاة بالشوكولاتة كمية كبيرة من فيتامين سي والفلافونيدات الصحية للقلب، كما يُمكن تقطيع التمر أو التين إلى نصفين ووضع رقائق الشوكولاتة الداكنة في الوسط، كما يُمكن مزج القرفة مع كمية من زبادي الفانيليا الخالي من الدسم وغمسها باستخدام حلقات التفاح المجففة أو المشمش، وغيرها الكثير من البدائل الصحية والمفيدة.