لا بدّ أن البدء بتربية الطفل قد تكون من أصعب مهام الحياة، فبالرغم من سهولة تحديد الوالدين لاحتياجات أطفالهم الجسدية، كالطعام، والنوم، والتدفئة، وغيرها، قد لا تكون احتياجات الطفل العقلية والعاطفية واضحة أمامهم، مما قد يوقع كل من الوالدين والطفل في مشاكل نفسية، تؤثّر على صحة الطفل النفسية، وبالتالي تؤثر على مسير حياته بالكامل.[١]


أهمية الصحة النفسية للطفل

الصحة النفسية جزء أساسي من الصحة العامة للأطفال، فهي مهمة لأجل:[٢]

  • بناء صحة نفسية سليمة أثناء الطفولة يعني الوصول إلى معالم النمو الجسدية والاجتماعية.
  • تعلّم الطريقة الصحية للتعامل مع المشاكل في الطفول وإلى باقي الحياة.
  • المساعدة على تحديد طريقة تفكيره وشعوره وتصرفه، لذلك يتمتع الأطفال الأصحاء عقليًا بنوعية حياة إيجابية وجيدة، ويمكنهم العمل بشكل جيد في المنزل والمدرسة وفي مجتمعاتهم.


فعلى سبيل المثال، قد ينسحب الطفل الذي يعاني من السمنة والمضايقات بشأن وزنه اجتماعيًا، ويُصاب بالاكتئاب، وقد يتردد في اللعب مع الآخرين، مما قد يتسبّب بتدهور صحته الجسدية وبالتالي تدهور صحته العقلية، كما قد يتصرف الطفل بعدوانية في المدرسة؛ لأنه يتعرض للإيذاء الجسدي في منزله، فغالبًا ما يكون سلوك الطفل رد فعل طبيعي على طريقة تعامل الآخرين معه، والأفكار التي تزرعها هذه المواقف في رأسه.[٣]


كيف أحافظ على صحة طفلي النفسية؟

يمكن اتباع النصائح والتدابير التي تُساعد في بناء صحة نفسية سليمة للطفل، وتقليل فرص إصابته باضطرابات ومشاكل نفسية، وهذا يشمل الآتي:[٤]

  • التحدّث الدائم مع الطفل، والاستماع لأحاديثه، وأخذ ما يقوله على محمل الجد، حتى يعتاد على التحدث عن مشاعره، ويعرف أن هناك دائمًا من يستمع إليه.
  • إظهار الحب والاهتمام بحياة الطفل، واحتياجاته ومشاعره.
  • دعم الطفل وتشجيعه على اكتشاف مواهبه، وممارسة أنشطة مختلفة، ومشاركته فيها.
  • محاولة مساعدته على تجاوز الصعوبات.
  • محاولة إعادة بناء روتين منتظم، الالتزام بالأكل الصحي، والتمارين الرياضية، وعادات النوم الجيدة.


متى تجب مراجعة طبيب الصحة النفسية؟

بالرغم من أنّ معظم مظاهر السلوكيات الصعبة والمشاعر المتقلبة عادةً ما تكون جزءًا من مراحل نمو الطفل الطبيعي، إلّا أنّه قد يكون من الصعب التمييز بين السلوكيات الطبيعية، والسلوكيات التي قد تُشير إلى وجود اضطراب نفسي لدى الطفل، لذلك يُستحسن طلب الاستشارة النفسية للطفل في الحالات التالية؛ لتشخيص حالة الطفل، ومساعدته في تجاوزها:[٥]

  • نوبات غضب متكررة.[٥]
  • الشكوى من آلام المعدة المتكررة أو الصداع بدون سبب طبي معروف.[٥]
  • التحرك باستمرار وعدم قدرة الطفل على الجلوس بهدوء.[٥]
  • قضاء المزيد من الوقت بمفرده، وتجنب الأنشطة الاجتماعية، ويكون بالغالب غير مهتم باللعب مع الأطفال الآخرين.[٥]
  • التعرّض لمشاكل في أكثر من مكان، كالمدرسة، والمنزل.[٦]
  • تغيّرات في الشهية أو النوم.[٦]
  • الانسحاب الاجتماعي أو الخوف من الأشياء التي لم يكن يخاف منها.[٦]
  • العودة إلى السلوكيات الأكثر شيوعًا عند الأطفال الصغار، مثل التبول اللاإرادي.[٦]
  • وجود علامات الانزعاج، مثل الحزن أو البكاء.[٦]
  • وجود علامات السلوك المدمر للذات، مثل ضرب الرأس أو التعرض للأذى بشكل مفاجئ، وتكرار أفكار الموت.[٦]


ملخص المقال

لجميع الأطفال الحق في حياة سعيدة وصحية، ويستحقون الحصول على رعاية فعّالة لمنع أو علاج أي مشاكل نفسية قد يصابون بها، فالصحة الجسدية لا تزيد اهتمامًا عن الصحة النفسية للطفل، فيجب أن تُبنى صحته النفسية بعناية، وعليه يجب على الوالدين الاهتمام بصحة نفسية أطفالهم، عن طريق التحدث معهم والاستماع لهم، وتقدير مشاعرهم واهتماماتهم، والانتباه لأي أعراض غير طبيعية، ومراجعة الطبيب المختص في حال ملاحظتها.

المراجع

  1. "What Every Child Needs For Good Mental Health", mhanational, Retrieved 20/2/2022. Edited.
  2. "What Is Children’s Mental Health?", cdc, Retrieved 20/2/2022. Edited.
  3. "Children's Mental Health", apa, Retrieved 20/2/2022. Edited.
  4. "Looking after a child or young person's mental health", nhs, Retrieved 20/2/2022. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج "Children and Mental Health: Is This Just a Stage?", nimh, Retrieved 20/2/2022. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج ح "Child Mental Health", medlineplus, Retrieved 20/2/2022. Edited.