إذا كنتِ تربّين حيوانًا أليفًا في بيتك أثناء حملك فلا بدّ لك من أخذ الحيطة والحذر؛ إذ إنّ بعض الحيوانات الأليفة، وخاصة القطط، قد تحمل طفيليّات من شأنها إلحاق الضرر بطفلك إذا ما تعرّضتِِ لها أثناء الحمل.[١]
داء المقوسات عند الحامل
داء المقوّسات (Toxoplasmosis)، المعروف كذلك باسم داء القطط، هو عدوى تسبّبها إحدى الطفيليّات المعروفة باسم التوكسوبلازما جوندي أو المقوّسة الغوندية (Toxoplasma gondii)، وهي من أشهر الطفيليّات في العالم، وقد يتواجد في الّلحوم، وحليب الماعز غير المبستر، وفضلات القطط، والتربة الملوثة، كما قد تنتقل العدوى من الأم الحامل إلى طفلها مسبّبة له بذلك مضاعفات عديدة، ومن الجدير العلم أنّه لا يمكن أن تحدث الإصابة به جراء لمس القطّة أو تمسيد الحيوان الأليف، فالطريقة الوحيدة للإصابة هي لمس، أو ابتلاع فضلات القطط المصابة عن طريق الخطأ.[٢][٣]
طرق انتقال داء المقوسات إلى الحامل
كما أشرنا إنّ الطفيلي توكسوبلازما جوندي هو سبب الإصابة بداء المقوسات، وحقيقة تلعب القطط دورًا مهمًا في انتشاره، حيث تصاب القطط بالعدوى عن طريق أكل القوارض أو الطيور أو الحيوانات الصغيرة الأخرى المصابة، وثم يتم تمرير الطفيل في البراز على شكل بيوض، يستمر إخراجها لمدة تصل إلى 3 أسابيع بعد الإصابة، وقد يصل إليك أثناء حملك من وسائل عدة، بينتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC على النحو التالي:[٤]
- انتقال العدوى من الأطعمة إلى الحامل: فقد ينتقل إليك أثناء الحمل من خلال شرب وتناول الأطعمة الملوثة بما فيها: اللحوم النيّئة أو غير المطبوخة جيّدا، أو حليب الماعز غير المبستر، أو الماء الملوث، إضافة إلى استخدام أدوات طهي ملوثة بالطفيلي عند الطهي، إذ سينتقل إلى الطعام وبالتالي إلى الحامل.
- انتقال العدوى من الحيوان إلى الحامل: قد ينتقل إليك أثناء الحمل عن طريق ابتلاعك غير المقصود للبويضات بعد الاتصال المباشر مع براز القط، كما هو الحال عند تنظيف بيت القط، أو تناولك الفواكه والخضراوات غير المغسولة جيّدًا والملوثة بالبويضات الموجودة في التربة.
- انتقال العدوى من شخص مصاب إلى الحامل: لا يمكن أن ينتقل داء المُقَوَّسَات إليكِ من شخص آخر إلا في حالات نقل الدم أو زراعة الأعضاء، وذلك عن طريق تلقي دم أو عضو من متبرع مصاب، والجدير بالذكر أيضًا أنّ الأم قد تنقل العدوى لجنينها أثناء حملها.
أعراض داء المقوسات عند الحامل
في حال إصابتك بداء المقوسات فقد لا تظهر أعراض عليك في بعض الأحيان، وقد يعزى ذلك إلى دور جهازك المناعي في مكافحة الطفيل، ولكن في حال ظهورها فإنها عادة ما تشبه أعراض الإصابة بالإنفلونزا مثل الحمّى الطفيفة، والتهاب الحلق، وألم العضلات، والإرهاق الخفيف،[١][٥] كما قد تعاني من أعراض أكثر شدة مثل:[٦]
- مشاكل وصعوبة في التنفّس.
- نوبات تشنجية.
- عدم وضوح الرّؤية.
- ارتباك.
- انعدام القدرة على التمييز والإدراك.
مضاعفات داء المقوسات عند الحامل
إنّ تعرّضك لداء المقوسات أثناء أو قبل الحمل يعرّض طّفلك كذلك إلى خطورة الإصابة به، وإذا ما حدث ذلك فقد يكون الأمر أكثر خطورة، ويُعرف هذا باسم داء المقوسات الخلقي، ويمكن أن يؤدي إلى إصابة طفلك بمشاكل صحية عديدة،[٥] فوفق ما نشرته جمعية الحمل الأمريكية (American Pregnancy Association) فإنّ فرصة حدوث مضاعفات خطيرة للطفل يبلغ 5-6% إذا أصيبت الأم بداء المقوسات في أي من الأسابيع 10-24 من حملها، ومن المضاعفات التي تحصل:[٧]
- الولادة المبكّرة.
- انخفاض الوزن عند الولادة.
- حجم الرّأس غير الطبيعي.
- اليرقان.
- الإجهاض.[١]
- ولادة جنين ميت.[١]
- تكلّس الدّماغ وتلفه.[٢][٧]
- تشوّهات في شبكيّة عين الطفل ومشاكل الرؤية.[٢][٧]
- مشاكل التعلم.[٢]
تشخيص داء المقوسات عند الحامل
عند الشك بإصابتك بداء المقوسات يمكن أن يوصي الطبيب بإجرائك اختبارات دم للكشف عن الإصابة به، وذلك بهدف معرفة ما إذا كان لديك الأجسام المضادة لطفيلي التوكسوبلازما جوندي التي يصنعها جسمك عند الإصابة بداء المقوسات كمحاولة منه لمكافحته، وقد يوصى بإعادة إجراء الاختبار مرة أخرى للتأكد من صحة النتيجة، وذلك لأن هذه الأجسام المضادة تستغرق ما يقارب 3 أسابيع حتى تظهر، وبالتالي قد لا تكون النتيجة صحيحة إذا ما تم إجراء الاختبار قبل ذلك، وإذا تأكدت الإصابة فإنه يمكن إجراء المزيد من الاختبارات على دمك لمعرفة وقت بدء العدوى، اعتمادًا على نوع الأجسام المضادة الموجودة ومستوياتها.[٣]
إذا تمّ التأكد من إصابتكِ الحالية أو الحديثة بالعدوى سيوصي الطبيب بالمزيد من الفحوصات لمعرفة ما إذا انتقل المرض إلى طفلك، ومنها:[٦]
- التصوير بالموجات فوق الصوتية: (Ultrasound)، ويتم إجراؤه للتأكد إن كان هناك أيّة سوائل متراكمة في الدماغ.
- فحص السائل الأمنيوسي: (Amniocentesis)، الذي يجرى بعد الأسبوع 15 من الحمل، وفيه تستخدم إبرة طويلة لسحب عيّنة من السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين بحثًا عن علامات العدوى.
علاج داء المقوسات عند الحامل
إذا أكّد فحص الدم أنّك مصابة بداء المقوسات، فسيوصي الطبيب بإعطائك مضاد حيوي يدعى سبيراميسين (Spiramycin)، والذي يقلّل من فرصة انتقال العدوى منك إلى طفلك، على الرغم من كونه لا يحد من أي ضرر على طفلك إن كان مصابًا بالفعل، إذ في حالة إصابته سيوصي طبيبك باستخدامك دواء سلفاديازين (Sulfadiazine) مع البيريمياثين (Pyrimethamine) للحد من أي مضاعفات جديدة لطفلك، مع العلم أنه لا يمكنهما علاج أي ضرر حدث لطفلك سابقًا جراء الإصابة بالمرض.[٣]
نصائح للوقاية من داء المقوسات عند الحامل
إليكِ بعض ما يمكنكِ فعله للوقاية من داء المقوسات:[٨]
- تجنبي تناول الّلحوم النّيّئة والسوشي أو اللحوم غير المطبوخة جيدًا.
- تجنبي شرب حليب الماعز غير المبستر أو أيّ منتجات مصنوعة منه.
- اغسلي الفواكه والخضراوات جيّدا قبل أكلها للتخلّص من آثار التربة.
- اغسلي يديكِ قبل إعداد الطّعام وقبل تناوله.
- اغسلي يديكِ وأدوات الطهي المستخدمة بعد إعداد الّلحوم النّيّئة.
- تجنبي لمس الأغنام الحامل والتعامل معها.
- ارتدي قفّازات أثناء اعتنائك بالحديقة، أو عند تنظيفك لمخلّفات القطط والتخلّص منها.
- لا تطعمي قطّكِ لحما نيئًا، إن كنت تمتلكين واحدًا، وأبقيه داخل المنزل لمنعه من التقاط الطفيليّات من الخارج إن كنتِ تريدين الحفاظ عليه.[٩]
هل يوجد لقاح لداء المقوسات؟
وفقًا لما نُشِر في مجلة اللقاحات البشرية والعلاج المناعي، فإنّ الوسط العلمي والبحثي لم يستطع تقديم لقاح بشري آمن لداء المقوسات، أي أنّه لا يوجد لقاح مرخص متاح للبشر حاليًا، لكن العمل يجري قدمًا على ساق من أجل توفيره، وإنّ نتائج الدراسات المجراة أظهرت أنه قد يكون من الممكن تطوير لقاح فعال ضد داء المقوسات، وفي الواقع إنّ اللقاح الوحيد المتوفر والمرخّص مطروحٌ تحت الاسم التجاري توكسوفاكس (Toxovax)، وهو مخصص لتجنب العدوى الخلقية بداء المقوّسات في الماعز، ولكنه في ذات الوقت باهظ الثمن، ويسبب آثارًا عديدة، كما أنّ له مدة صلاحية قصيرة، فضلًا عن كونه غير مناسب للاستخدام البشري.[١٠]
المراجع
- ^ أ ب ت ث "Toxoplasmosis During Pregnancy", whattoexpect, Retrieved 3/1/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Toxoplasmosis During Pregnancy", thebump, Retrieved 3/1/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Toxoplasmosis in pregnancy", tommys, Retrieved 3/1/2021. Edited.
- ↑ "parasites - Toxoplasmosis (Toxoplasma infection)", cdc, Retrieved 3/1/2021. Edited.
- ^ أ ب "Toxoplasmosis", pregnancy birth baby, Retrieved 4/1/2021. Edited.
- ^ أ ب "Toxoplasmosis", webmd, Retrieved 3/1/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Toxoplasmosis During Pregnancy", americanpregnancy, Retrieved 3/1/2021. Edited.
- ↑ "Toxoplasmosis", nhs, Retrieved 3/1/2021. Edited.
- ↑ "Toxoplasmosis", kidshealth, Retrieved 3/1/2021. Edited.
- ↑ Qi Liu, Lachhman Das Singla, Huaiyu Zhou (1/9/2012), "Vaccines against Toxoplasma gondii: Status, challenges and future directions", National Center for Biotechnology Information, Retrieved 7/2/2021. Edited.