تُعاني بعض النساء الحوامل من آلام في مواقع مختلفة من الجسم؛ كألم أسفل الظهر، أو الفخذين، أو الأرداف، أو الوركين، أو حتى عظام العانة، وفي الحقيقة فإنَّ الأعراض قد تختلف من امرأة لأخرى، إذ تشعر بعض النساء بأعراض شديدة، بينما البعض الآخر منهن قد تشعر بأعراض خفيفة، ولكن ما يُطمئن أنّه وعلى الرغم من كون الألم مُزعجًا وقد يكون شديداً إلا أنه لن يُلحق الأذى بالجنين، وسيدور الحديث في هذا المقال حول تزير الحمل.[١]
تزرير الحمل
يُعرف تزير الحمل علمياً بمصطلح ألم حزام الحوض المرتبط بالحمل (بالإنجليزية: Pelvic girdle pain)، وتُعاني المرأة في هذه الحالة من ألم العانة، بالإضافة إلى الآلام التي قد تُصيب أسفل الظهر وحتى الفخذ سواء من الأمام أو الخلف، أما بالنسبة لوقت حدوث هذا الألم أو ما يُسمى بتزرير الحمل فقد تشعر المرأة بذلك في أيّ وقتٍ من فترة الحمل أو الولادة، وقد يحدث في بعض الحالات خلال الأسابيع التي تلي الولادة، وغالبًا ما يُعيق هذا الألم قدرة الكثير من النساء على ممارسة الحياة اليوميّة، مما قد يؤثر في الصحة النفسية والعاطفية لديهنّ، وقد تستلزم بعض الحالات استخدام وسيلة أو أداة داعمة عند الحاجة، ويُمكن أن يُساهم التشخيص والعلاج المبكر في الحد من تفاقم أعراض وآلام التزرير، مما يساعد المرأة الحامل على الاستمرار بممارسة حياتها اليومية الاعتيادية.[٢]
أعراض تزرير الحمل
يوجد العديد من الأعراض التي تُشير إلى الإصابة بتزرير الحمل، والتي نذكر من أبرزها ما يأتي:[٣][٤]
- الشعور بألم شديد أشبه بالتمزق في الحوض، وقد يكون الألم قابلاً للسيطرة عليه.
- الإحساس بألم شديد وعميق في منطقة العانة والفخذ؛ أي بين المهبل والشرج، وعادةً ما يتركز الألم في منطقة العانة.
- حدوث هذا الألم أو زيادة شدته نتيجة لممارسة بعض أنواع الأنشطة، كصعود السلالم، أو ارتداء الملابس، أو التقلب في السرير، أو الصعود في السيارة والنزول منها.
- ألم أسفل الظهر.
- الإحساس بشعور أقرب للنقر أو الطحن في منطقة العانة.
- إمكانية تفاقم الألم عند الاتكاء على ساق واحدة أو الجلوس بوضعية تكون فيها الساقين بعيدتان عن بعضهما البعض.
- صعوبة الاستلقاء بوضعيات مُعينة، كالاستلقاء على الجانبين.[٢]
- صعوبة المشي، حيث ينجم عن هذه الحالة المشية المتمايلة لدى الكثير من النساء خلال فترة الحمل.[٢]
أسباب تزرير الحمل
يوجد مجموعة من العوامل التي قد تتسبب أو تلعب دوراً في حدوث تزير الحمل، ونذكر من هذه العوامل ما يأتي:[٥][٤]
- ارتفاع مستويات هرمون ريلاكسين، حيث إنّ هذا الهرمون يُحفز تمدد أربطة الحوض لتمكين الجنين من الخروج أثناء الولادة، ويُشار إلى أنّ هذا التمدد في الأربطة قد يسبب الألم.
- تحرك مفاصل الحوض بشكلٍ غير متماثل، مما يؤدي إلى ألم في حزام الحوض.
- الاسترخاء لأوقات طويلة ومبالغ فيها، حيث إنّ الاسترخاء قد يؤدي إلى ارتخاء الأربطة المُحيطة بعظام الحوض قبل أن يكون الجنين جاهزًا للخروج، مما يسبب الألم في مفصل الحوض.
- نمو الطفل المتزايد في الرحم.
- الوزن الزائد خلال فترة الحمل.
- الوقوف لفترات طويلة مسببًا ضغطًا على منطقة الحوض.
- وجود مشاكل سابقة في الظهر، أو التعرض لإصابة سابقة في الحوض.
- إصابة المرأة الحامل بمتلازمة فرط حركة المفاصل (بالإنجليزية: Hypermobility syndrome)، وهي حالة تتمدد فيها المفاصل بشكلٍ أكبر من المعتاد.
- ممارسة أنواع معينة من الحركات الجسدية، والتي قد تؤدي إلى حدوث التزرير أو المساهمة في تفاقمه، ومن الأمثلة على هذه الحركات: اتساع الساقين وإبعادهما عن بعضهما البعض، أو الاتكاء على ساق واحدة.[٣]
علاج تزير الحمل
يُساهم التشخيص المبكر لحالة تزير الحمل في السيطرة والتخفيف من الألم بشكلٍ كبير، إذ يمكن ذلك من اتخاذ الإجراءات ووضع الخطة العلاجية التي تعمل على التقليل من الانزعاج وعدم الراحة على المدى الطويل، علمًا بأن هذه الآلام قد لا تختفي تمامًا وقد تستمر حتى الولادة أو بعدها، ولكن هناك بعض الأمور التي يُمكن القيام بها للتخفيف من الألم قدر الإمكان، ويجدر بالذكر أن العديد من النساء تلجأ لزيارة أخصائي معالج طبيعي مختص بمشاكل المفاصل والحوض عند الولادة، حيث يعمل العلاج الطبيعي على التخفيف من الألم وتحسين وظائف العضلات وتحسين وضع مفصل الحوض،[٦] ويوجد العديد من الحلول وطرق العلاج الأخرى التي قد يُستعان بها للتخفيف من هذه المشكلة، والتي نذكر منها ما يأتي:[٤]
- تجنب العوامل المُحفزة للألم أو تُسبب تفاقمه، حيث يُفضّل تجنب رفع الأشياء الثقيلة أو الدفع، كما يُنصح بالجلوس أثناء ارتداء الملابس.
- ممارسة تمارين كيجل والتمارين الخاصة بالحوض نظراً لكونها تساعد على تقوية عضلات الحوض.
- ارتداء حزام دعم الحوض والذي توفر في العديد من المتاجر.
- الاستعانة بوسادة تدفئة أو كيس من الثلج ووضعه على عظم العانة، ويفضّل عدم تركها لأكثر من 10 دقائق في كل مرة.
- أخذ مُسكنات الألم، على أن يتم استشارة الطبيب قبل استخدام أي نوع منها.
المراجع
- ↑ "Pregnancy Related Pelvic Girdle Pain (PGP)", NHS, Retrieved 26/3/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Pelvic girdle pain (PGP) is common in pregnancy", NCT, Retrieved 26/3/2021. Edited.
- ^ أ ب "Pelvic pain in pregnancy (SPD)", tommys, Retrieved 26/3/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Symphysis Pubis Dysfunction (SPD) During Pregnancy", what to expect, Retrieved 26/3/2021. Edited.
- ↑ "Pelvic girdle pain and pregnancy", RCOG, Retrieved 26/3/2021. Edited.
- ↑ "Pelvic pain in pregnancy", NHS, Retrieved 26/3/2021. Edited.