يطوّر الأطفال مهاراتهم الحركية بمعدّلات مختلفة، ومن الطّبيعي وجود اختلافٍ في القدرات الحركية بينهم، ولكن من غير الطّبيعي وجود مشكلةٍ في التوازن عند الأطفال، فما هو فقدان التوازن عند الأطفال؟[١]
أسباب فقدان التوازن عند الأطفال
يعدُّ فقدان التوازن من الاضطرابات قليلة الانتشار بين الأطفال، لكن وجودها بانتظام؛ قد يُشير إلى وجود مشكلةٍ صحية عند الطفل، ومن المشكلات الشّائعة لذلك التهابات الأذن وصداع الرّأس الشّديد وتناول بعض الأدوية لعلاج المشكلات العصبية أو حالات وراثية،[٢] إلى جانب عددٍ من المشاكل الأخرى هي:[٣][٤]
الصعر الانتيابي الحميد في الطفولة (BPTI)
إذ يميل الأطفال المُصابون بهذه الحالة إلى إبقاء رؤوسهم مائلة نتيجة الشعور بالدوخة وتبدأ أعراض هذه الحالة بالظهور خلال الأشهر الست الأولى من عمر الطّفل.
الدوار الانتيابي الحميد في الطفولة (BPV)
يشعر الطّفل بالدّوخة فجأة، ويستمرّ الشعور بعدم التّوازن لفترةٍ قصيرة، ويسيطر عليه الشّعور بالخوف، لكن قد تختفي هذه الحالة عند تقدّم الطفل بالسن، في حين أن بعض الأطفال سيصابون بالصّداع النصفي مستقبلاً.
التهاب العصب الدهليزي (Vestibular Neuritis)
يسبب هذا الالتهاب الدّوخة المُفاجِئة، والغثيان، وحركات العين اللاإرادية.
التهاب تيه الأذن (Labyrinthitis)
يحدث نتيجة الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية في الأذن الدّاخلية، مما يؤثر في العصب المسؤول عن التّوازن (العصب الدّهليزي)، لتنتج حالةٌ من الالتهاب مع فقدان السّمع.
ناسور الأذن الليمفاويّ (PLF- Perilymph Fistula)
هو عبارة عن وجود اتصالٍ بين الأذن الداخلية والأذن الوسطى مسؤولٌ عن فقدان الاتزان.
مرض منيير (Ménièr disease)
يحدث هذا المرض نتيجة وجود خللٍ في مستوى سوائل الأذن الداخلية، متسبّبًا بفقدان التوازن والسّمع.
عوامل خطر فقدان التوازن عند الأطفال
بالرّغم من صعوبة معرفة السبب الدّقيق وراء مشاكل التوازن عند الأطفال؛ إلّا أنَّ هناك العديد من العوامل التي تساهم بحدوثه، ومن ضمنها ما يلي:[٥][٦]
- إصابات الأذن.
- إصابات الرأس أو الرقبة.
- الصداع النصفي.
- العدوى مثل فيروس الهربس، جدري الماء، نزلات البرد، التهاب السحايا، الحصبة، أو النكاف.
- دوار الحركة.
- النوبات.
- العامل الوراثي؛ مثل توارث مشاكل السّمع.
أعراض فقدان التوازن عند الأطفال
تختلف أعراض فقدان التوازن من طفلٍ لآخر نتيجة اختلاف المُسبِّب، فقد يُعاني بعض الأطفال من أعراضٍ شديدة، بينما يعاني البعض الآخر من أعراضٍ خفيفة بالكاد يمكن ملاحظتها، ونذكر من هذه الأعراض ما يلي:[٤]
- الشعور بالدّوخة والارتباك.
- صعوبة في الوقوف أو المشي أو الدّوران.
- السقوط عند صعود الدرج.
- الاصطدام بالأشياء.
- التعثُّر المستمر.
- المشي بأرجل متباعدة عن بعضها.
- الارتعاش عند المشي.
- صعوبة المشي في الظلام أو فوق الأسطح غير المستوية.
- الرّؤية الضبابية.
- عدم وضوح الرّؤية.
- صعوبة القراءة، والكتابة.
- حركات العين اللاإرادية.
- صعوبة النظر نحو الأشياء المضيئة.
- الشعور بعدم الراحة في الأماكن المزدحمة.
- صعوبة التقاط الأشياء.
- ألم وطنين في الأذن.
- عدم القدرة على السمع بشكلٍ واضح.
- الصداع المتكرر أو الصّداع النّصفي.
- الغثيان والتقيؤ والإسهال.
- تغيرات في معدل ضربات القلب وضغط الدم.
- الاكتئاب.
- عدم القدرة على التركيز.
دواعي مراجعة الطبيب
يُفضّل مراجعة الطّبيب في الحالات التالية:[٦]
- وقوع الطّفل كثيرًا.
- معاناة الطفل من عدم الاستقرار عند الوقوف أو المشي.
- شعور الطّفل بالدّوخة المستمرة.
- عدم وضوح الرّؤية لدى الطّفل.
تشخيص فقدان التوازن عند الأطفال
يعدُّ تشخيص فقدان التوازن عند الأطفال أمرًا صعبًا؛ وذلك لعدم قدرة الأطفال على وصف شعورهم، أو الاستجابة لفحوصاتٍ معينة، ويعتمد الطبيب في التشخيص على ما يلي:[٤][٥]
- مراجعة التاريخ الطبي للطفل، والعائلة.
- مراقبة الطفل وهو يمشي، وإجراء فحص التّوازن، واختبار المهارات الحركية.
- إجراء العديد من الفحوصات التي قد تشمل ما يلي:
- الفحوصات التّصويرية؛ مثل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، أو التصوير الطّبقي المحوري (CT scan).
- فحوصات السمع.
- اختبار الانبعاثات الصوتية (OAE).
- تخطيط كهربية الرأرأة (ENG)؛ باستخدام أقطابٍ كهربائية تُوضَع حول العينين، بينما يراقب الكمبيوتر الحركات اللاإرادية لها.
- تصوير الرأرأة بالفيديو (VNG).
- اختبار (VEMP)؛ هو عبارة عن اختبار يُستخدَم للتحقُّق من سلامة أجزاء من الأذن الدّاخلية، بينما يرتدي الطفل سمّاعات للأذن للاستماع إلى الأصوات العالية.
- اختبار استجابة جذع الدماغ السمعي (ABR).
- تصوير الأوعية الدموية.
تتمّ إحالة الطفل أحيانًا إلى اختصاصي سمع، أو اختصاصي أنف وأذن وحنجرة، أو اختصاصي أعصاب لإجراء مزيدٍ من الفحوصات.
كيفية علاج فقدان التوازن عند الأطفال
يختلف علاج فقدان التوازن باختلاف الحالة التي يعاني منها الطفل، لذلك تجب مراجعة الطبيب لتحديد العلاج الأنسب، ونُوضّح ذلك بالنّقاط التالية:[٧][٥]
- وصف الأدوية المخففة للدوخة.
- تناول غذاءٍ صحي متكاملاً إذا كان جسم الطفل يفتقر إلى بعض العناصر الضّرورية للحفاظ على التوازن.
- العلاج الطّبيعي، من أجل تدريب الطفل على التوازن؛ وذلك بممارسة تمارين تقوّي عضلات السّاقين والعضلات الأساسية في الجسم.
- علاج ضعف السمع باستخدام السّماعات، لأن بعض مشاكل اختلال التوازن تنشأ من ضعف السّمع.
- التدخّل الجراحي في الحالات المستعصية.
تتحسَّن بعض أنواع اضطرابات التوازن وحدها، فقد تظهر الأعراض وتزول من وقتٍ لآخر.
المراجع
- ↑ "BALANCE/CO-ORDINATION/WALKING PROBLEMS", headsmart, Retrieved 12/1/2022. Edited.
- ↑ "Dizziness and Balance Problems in Kids", newsinhealth.nih.gov, Retrieved 23/1/2022. Edited.
- ↑ "Balance Problems (Vestibular Disorders)", nemours, Retrieved 12/1/2022. Edited.
- ^ أ ب ت "Balance Disorders", hopkinsallchildrens, Retrieved 12/1/2022. Edited.
- ^ أ ب ت "Balance Disorders", kidshealth, Retrieved 12/1/2022. Edited.
- ^ أ ب with a health care,is spinning around him/her. "Dizziness and Balance Problems in Kids"، newsinhealth، اطّلع عليه بتاريخ 14/1/2022. Edited.
- ↑ "Balance Disorders and Hearing Loss: Everything You Need to Know", webmd, Retrieved 13/1/2022. Edited.