الوسواس القهري عند الأطفال

ما المقصود بالوسواس القهري عند الأطفال؟

تشير الوساوس إلى أفكار أو دوافع لا يريدها الطفل ولكن لا يمكنه التوقف عن التفكير بها، مثل الخوف من الإصابة بالمرض من لمس المقابض المتسخة، أما الأفعال القهرية، فهي أشياء يشعر الطفل أنه يجب عليهم فعلها مرارًا وتكرارًا في محاولة منه لإيقاف التفكير بالوسواس، كأن يغسل الطفل يديه بشكل متكرر، ومن المألوف أن يعاني الأطفال من الوساوس والأفعال القهرية في مرحلة ما من حياتهم كجزء من نموهم.^[١]

ولكن تتحول الوسواس والأفعال القهرية إلى اضطراب الوسواس القهري إذا لم تختفي وحدها وأثرت سلبًا على حياة الطفل وقدرته على ممارسة أنشطته اليومية بطريقة طبيعية.^[١]

أعراض الوسواس القهري عند الأطفال

غالباً ما تظهر الأعراض في عمر 10-12 سنة، إلا أن الأهل قد يلاحظونها أحياناً في عمر أبكر من ذلك، وتتضمن العلامات والأعراض المنذرة بالإصابة ما يلي:^[٢][٣]

• الخوف الشديد من الجراثيم والأوساخ، مما يجعله يتجنّب الأنشطة التي تتطلب إزالة النفايات في المدرسة أو اللعب بالأتربة.
• الخوف من التعرّض للأمراض، وقد يلحّ الطفل بسؤاله للأهل عما إذا سيكون على ما يرام، أو قد يصيبه أمر خطير.
• غسل اليدين بشكل مفرط خاصةً عند لمس أي شيء، وقد تصل عدد المرات إلى 100 مرة في اليوم.
• يحتاج إلى ترتيب كتبه أو ألعابه بتنظيم معين، ولا يشعر بالراحة إلا عندما تكون بالترتيب الذي يرغبه.
• الحاجة الملحّة للتحقق من مكتبه أو غرفته أو خزانته والتأكد من أن الأشياء في ترتيبها الصحيح كما يرغب هو.
• نقر أو لمس أشياء معينة كل يوم، مثل السرير أو الكرسي أو غيرها.
• يكرر كلمات أو أرقام معينة إما لنفسه أو للآخرين.

أسباب الوسواس القهري عند الأطفال

إنّ السبب الدقيق غير معروف حتى الآن، لكن قد تلعب بعض العوامل دورًا في حدوثه، ومن هذه العوامل ما يأتي:^[٤]

• الوراثة

فكلما كان لدى الطفل أقارب قد أُصيبوا بهذا الاضطراب في عمر مبكر؛ زادت فرصة إصابته به، كما يُعتقد أنّ وجود نسخًا معينة من بعض الجينات يزيد من احتمالية إصابة الطفل بالوسواس القهري.

• تركيبة الدماغ

قد يرتبط الوسواس القهري بوجود التشوهات في القشرة الأمامية والتركيبات تحت القشرية للدماغ.

• التعرض للصدمات

قد يكون أحد الأسباب هو تعرض الطفل في بداية حياته لصدمة معينة كوفاة أحد المقرّبين.

• التوتر

إما بسبب مشكلات الأسرة أو المدرسة.

علاج الوسواس القهري عند الأطفال

إنّ الخطوة الأساسية للعلاج هي مراجعة طبيب نفسي لتقييم حالة الطفل، ليحدد ما إذا كانت الوساوس تتضمن ذكريات حدث صادم عاشه الطفل بالفعل، أو ما إذا كانت تستند إلى أفكار أو معتقدات أخرى، وغالبًا ما يُعالج الوسواس القهري عند الأطفال بالعلاج السلوكي المعرفي، والذي يتصاحب أحيانًا مع الأدوية، ويهدف هذا العلاج إلى تغيير الأفكار السلبية إلى أخرى أكثر إيجابية؛ مما يؤدي إلى سلوكيات أفضل.^[٥]

وقد يشمل العلاج السلوكي للوسواس القهري تعريض الأطفال تدريجيًا لمخاوفه في بيئة آمنة؛ وذلك ليتأكد أنّ الأشياء السيئة التي يعتقد أنها ستحدث لا تحدث حقًا؛ مما يقلل قلقه في النهاية، ويمكن لأفراد الأسرة والمدرسة أن يكونوا جزءًا من العلاج من خلال مساعدة الطفل على إدارة قلقه، وتعليمه كيفية الاستجابة للمواقف دون جعل الوساوس أو الأفعال القهرية أكثر عرضة للتكرار مرة أخرى.^[٥]

ملخص المقال

يشير الوسواس القهري إلى حالة تجعل الطفل يكرر فعل نشاط ما في محاولة منه للتخلص من الهواجس التي تدفعه لذلك، والسبب الدقيق لحدوث ذلك غير معروف، لكن قد تزيد بعض العوامل من فرصة حدوثه، كالجينات، والتعرض لصدمات معينة، وغالبًا ما يُعالج هذا الاضطراب بالعلاج السلوكي المعرفي.