البويضة الفارغة: الأعراض، الأسباب والعلاج

البويضة الفارغة

يُطلق مصطلح البويضة الفارغة، أو البويضة التالفة، أو الحمل اللاجنيني (Blighted Ovum) على الحالات التي تكون فيها البويضة فارغة بلا جنين، وهي بويضة مخصّبة انغرست في جدار الرحم دون أن تتطوّر إلى جنين، وفي هذه الحالة يتكوّن الكيس الجنيني والمشيمة، ولكنهما يكونان فارغين دون جنين، ويترتب على ذلك حدوث الإجهاض المبكر أو فشل الحمل المبكر، ومن الجدير ذكره أنّ هذا النوع من الأحمال يُظهر نتيجةً إيجابية عند إجراء اختبار الحمل المنزلي واختبار الدم.^[١]

أعراض البويضة الفارغة

يشابه الحمل اللاجنيني الحمل الطبيعي في البداية، نظرًا لأنّ انغراس البويضة في الرحم يُحفّز الجسم لإنتاج هرمون الحمل، ويترتب على ذلك ظهور أعراض الحمل لدى المرأة؛ بما في ذلك غثيان الصباح، وألم الثدي، والانتفاخ، ومع تقدّم الوقت وفشل البويضة المُخصّبة في التطور إلى جنين فإنّ ذلك سيؤدي إلى انخفاض مستويات هرمون الحمل وبالتالي زوال أعراض الحمل، ولكن تكون هذه المرحلة مصحوبةً بعلامات الإجهاض؛ كالنزيف الشديد والتشنّجات القوية.^[٢]

أسباب حدوث البويضة الفارغة

لا يوجد سبب محدد لحدوث البويضات الفارغة، فحدوثها لا يعني قيامك بخطأ ما قبل الحمل أو خلاله،^[٣] ولكن هُناك بعض العوامل التي قد تكمن وراء حدوث البويضة الفارغة، ونذكر منها ما يأتي:^[٤]

• الاختلالات في الكروموسومات الحاملة للجينات.
• الانقسام غير الطبيعي.
• تدني جودة البويضة أو الحيوان المنوي.
• إصابة المرأة بالعدوى، أو أمراض الغدد الصمّاء، أو أمراض المناعة الذاتية.^[٥]

لذا عند تكرار الحمل اللاجنيني، تجب مراجعة الطبيب لإجراء التحاليل والفحوصات اللازمة، وأهمّها تلك المتعلقة باختلال الكروموسومات، ويهدف ذلك إلى الكشف عن سبب حدوث هذه الحالة، وبشكلٍ عامّ إنّ معظم السيدات اللاتي تعرضن للحمل اللاجنيني مرة واحدة في حياتهن، نجحن بعد ذلك في الحمل مرة أخرى دون مشاكل تذكر.^[٦]

تشخيص البويضة الفارغة

عادة ما تُكتشف حالات الإصابة بالبويضات الفارغة عند إجراء التصوير بالأشعة فوق الصوتية (السونار)، إذ تُظهر الصورة وجود كيس الحمل دون جنين، وقد تُكتشف هذه الحالة عند حدوث الإجهاض خلال الفترة ما بين الأسبوعين الثامن والثالث عشر من الحمل.^[٧]

علاج البويضات الفارغة

في معظم الحالات لا يتطلب الأمر اتباع أيّ إجراءات مع البويضة الفارغة، إذ يقوم الجسم بطرد هذه الأنسجة بشكلٍ تلقائي، ولكن قد يتطلب الأمر الاستعانة ببعض الإجراءات الطبية، والتي نذكر منها ما يأتي:^[٨]

• الانتظار حتى حدوث الإجهاض طبيعيًّا: ولكن قد يُسبّب ذلك القلق للمرأة، وقد يستغرق الأمر أسبوعين حتى يتمّ، ولا يكون مصحوبًا بأيّ إجراءات طبية.
• الأدوية: فقد يصِف الطبيب دواء ميزوبروستول (بالإنجليزية: Misoprostol)‏ والذي يؤخذ عن طريق الفم أو قد يتوافر بأشكالٍ صيدلانية مُخصصة لإدخالها في المهبل، وبعد أخذ الدواء سيُلاحظ حدوث نزيف في غضون يومين إلى ثلاثة أيام بما يُحفّز خروج البويضة الفارغة.
• إجراء تنظيف للرّحم: (بالإنجليزية: Dilation and Curettage)، ويهدف هذا الإجراء إلى تنظيف الأنسجة الجنينية، ويتطلّب هذا الإجراء التخدير في الغالب، وفيهِ يتم توسيع عنق الرحم باستخدام أداة جراحية، ومن ثمّ يتمَ شفط الأنسجة وإزالتها.

ما بعد الإجهاض

بعد حدوث الإجهاض قد تُعانين من انقباضاتٍ خفيفة لمدة يوم أو يومين، وقد يصِف الطبيب مسكنات الألم؛ كالأسيتامينوفين أو الآيبوبروفين للسيطرة على الآلام المُصاحبة لهذه المرحلة، ويُمكن للمرأة الرجوع إلى حياتها الطبيعية وممارسة أنشطتها بعد شعورها والتأكد من أنها بحالةٍ جيدة، مع الأخذ بالاعتبار ضرورة تجنّب التمارين الشاقة والضغوط، ويجدُر بالمرأة مراجعة الطبيب في حال حدوث أيّ من الأعراض التالية:^[٩]

• ارتفاع درجة حرارة الجسم بما يتجاوز 37.7 درجة مئوية.
• استمرار الانقباضات أو التقلصات بعد ثلاثة أيام من الإجهاض.
• الألم الشديد.
• النزيف الشديد.

الوقاية من حدوث البويضة الفارغة

في الحقيقة لا يوجد أيّ شيء يُمكن فعله لمنع حدوث البويضة الفارغة، وعند حدوث ذلك فإنّ الأمر يستلزم اتباع الإجراء المُناسب وإخراج الأنسجة من الرحم.^[٨]

كيف سيؤثر حدوث البويضة الفارغة على فرص الحمل المستقبلية؟

بالرغم من أنّ فقدان الحمل مهما كان نوعه قد يؤثر سلبًا في نفسية الأمر، ولكن في الحقيقة لا يؤثر ذلك في فرصة حدوث حمل صحي وولادة طفل صحي في المستقبل، وفيما يتعلق بالإجراءات الطبية المُتبعة للتعامل مع البويضة الفارغة فهي كذلك لا تؤثر في احتمالية حدوث أحمال في المستقبل، وبشكلٍ عامّ إنّ تكرار حدوث البويضة الفارغة يستلزم زيارة الطبيب للكشف عن السبب الرئيسي الذي يكمن وراء ذلك ومعرفة طرق التعامل مع الحالة.^[٢]