يلعب التواصل البصري دورًا مهمًا في مختلف المراحل العمرية، ويندرج ضمن أساليب التواصل غير اللفظي التي تتشكل منذ الشهور الأولى من العمر، وقد يشكو الوالدان أو المحيطون بالطفل من ضعف التواصل البصري لديه، ويعود هذا لأسباب مختلفة ينبغي معالجتها والتعامل معها.[١]
أسباب تجنب التواصل البصري عند الطفل
تتراوح أسباب تجنب التواصل البصري عند الطفل ما بين تصرف طبيعي من الطفل لا يستدعي القلق إلى أسباب تتطلب استشارة طبية،[٢] ومن هذه الأسباب:
نفور الطفل وعدم رغبته بالتحدث
قد لا يرغب الطفل بالتحدث أو الاستماع للشخص الذي يحاول التواصل معه لذا يتجنب التواصل البصري.[١]
تشتت الذهن
قد تكون الظروف والمعطيات المحيطة بالطفل كثيرة، فتدور بعقله العديد من الأفكار والتخيلات، مما يجعل ذهنه مشتتًا فيحدق بعيدًا ليركز في أفكاره بدلًا من التواصل البصري المباشر مع المتحدث.[٢]
كثرة استخدام الطفل للأجهزة الإلكترونية
ساد في السنوات الأخيرة الميل لإعطاء الطفل هواتف وألواح ذكية في عمر مبكر، الأمر الذي سبب تراجعًا في مهارات التواصل الاجتماعية كالتواصل البصري.[٣]
الرهاب الاجتماعي
قد يعاني الطفل من قلق ورهاب اجتماعي يعيقه عن تحقيق تواصل بصري سليم مع الآخرين، وهذا يستدعي استشارة من مختص نفسي.[٤]
قلة الثقة بالنفس
قد يشعر الطفل بأنه لا يستحق الاهتمام والمشاركة في الحديث نتيجة قلة ثقته بنفسه أو تقديره لذاته، لذا يتجنب التواصل البصري ويحدق بعيدًا ولا يتحدث إلا بكلمات قليلة.[٤]
إخفاء المشاعر أو الكذب
قد يتجنب الطفل التواصل البصري نتيجة رغبته بإخفاء مشاعره العاطفية كالحزن، والتي سرعان ما تظهر عادة على ملامح الوجه والعيون، كما يميل الأطفال إلى تجنّب النظر في عيون الشخص عند الكذب حول أمرٍ ما.[٤]
البيئة الثقافية
قد ينشأ الطفل بين مجتمع وعائلة تعتبر التحديق في عيون الأكبر سنًا تصرفًا غير مقبول ومستهجن أو يدل على عدم الاحترام، مما يؤثر على مهارة التواصل البصري لدى الطفل.[٢]
اضطرابات بصرية
قد لا يستطيع الطفل تثبيت نظره على بصر المتحدث نتيجة مرض أو اضطراب ما في إحدى العينين أو كلتيهما، فيتشتت تركيزه ويمتنع عن التواصل البصري.[٢]
اضطرابات سمعية
تؤثر الاضطرابات السمعية على التواصل البصري للطفل من خلال الآتي:[٤]
- ارتباك أو حرج الطفل من ضعف السمع
مما يشكل صعوبة في قدرته على التواصل الاجتماعي والبصري.
- ميل الطفل إلى تركيز نظره على حركة الشفاه والفم
لفهم الكلام بدلًا من التركيز على بصر من يتحدث معه.
- رغبة الطفل بتركيز نظره على شيء ثابت
ليتجنب أي مشتتات بصرية متحركة كوجه وعيون الشخص المتحدث معه، فيصُب كامل تركيزه على المُدخلات السمعية فقط.
الإصابة بالتوحد
قد يكون تجنب التواصل البصري عند الطفل إحدى العلامات التي تدل على إصابته بمرض التوحد إلى جانب مجموعة من الأعراض الأخرى، ويعزى ضعف التواصل البصري لدى مرضى التوحد لعدة أسباب، منها:[٥]
- صعوبة التركيز على كلام المتحدث والنظر إلى عينيه في آن واحد.
- افتقادهم للدوافع الاجتماعية التي تحفز الأطفال عادة نحو التواصل البصري.
- عدم استيعابهم لأهمية التواصل البصري.
وقد يثير النظر في عيون الآخرين مشاعر انفعالية شديدة ومزعجة لدى المصابين بالتوحد وإرهاق عاطفي لا يستطيعون التعامل معه،[٥] إلى جانب أعراض عضوية قد يشكو منها مرضى التوحد عند إطالة التواصل البصري كألم في الرأس وشعور حارق في العينين.[٤]
أهمية التواصل البصري عند الطفل
يعمل التواصل البصري على تقوية شخصية الطفل وعدم ارتباكه أو انعزاله في المواقف الاجتماعية، مما يساعده على تكوين صداقات وعلاقات جيدة، والنجاح في الكثير من جوانب الحياة. [٣]
ملخص المقال
تتعدد الأسباب التي تدفع الطفل إلى تجنب التواصل البصري فقد تكون مؤقتة وعابرة كعدم رغبته وخجله من الحديث، أو قد تكون مستمرة وبحاجة إلى استشارة طبية كالإصابة بالرهاب الاجتماعي، التوحد، والاضطرابات السمعية والبصرية، وتساعد ممارسة بعض الأنشطة على تحفيز التواصل البصري لدى الطفل، بينما تحتاج حالات أخرى إلى استشارة طبية.
المراجع
- ^ أ ب Kevser Cakmak (12/8/2021), "Eye Contact and Autism", otsimo, Retrieved 13/2/2022. Edited.
- ^ أ ب ت ث ASHLEY WEHRLI (24/1/2021), "8Reasons A Toddler May Make Little To No Eye Contact", moms, Retrieved 13/2/2022. Edited.
- ^ أ ب Autumn Sprabary (1/2/2020), "?How important is eye contact to a child’s development", all about vision, Retrieved 13/2/2022. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Bonnie Landau (2/3/2018), "11Reasons a Child Cannot Look You in the Eyes", special mom advocate, Retrieved 13/2/2022. Edited.
- ^ أ ب Lisa Rudy (11/1/2022), "Lack of Eye Contact as a Symptom of Autism", verywellhealth, Retrieved 13/2/2022. Edited.