لعلّ أكثرَ الأشياء التي تؤرقُ المرأة في سنِّ الإنجابِ، صحّة جهازها التناسليّ وخصوبتهِ، لذا تُنصَح المرأةُ بالقيامِ ببعضِ الفحوصاتِ لتجنبِ حدوثِ أيّ مشكلاتٍ محتملة في المستقبل،[١] وفي هذا المقال نناقش بعض من هذه الفحوصات.


فحوصات وتحاليل الخصوبة لدى المرأة

لا يوجد فحص أو تحليلٌ واحد يستخدمه الأطباء لتحديد مشكلات الخصوبة عند المرأة، بل هناك مجموعة من الفحوصاتُ والتحاليل التي تساعد في تحديد خصوبة المرأة وأيّ مشكلات لديها،[٢] هي:


تحليل الدَّم

تؤثر بعض الهرمونات على الجهاز التناسلي والقدرة على الإنجاب لدى النساء، لذلك يمكن التحقق من مستواها وفحصُها منْ خلالِ أخذ عينةٍ من الدَّم وتحليلها، ويعتمدُ وقت إجرائها على مدى انتظام الدورة الشهريَّة، هي:[٣]

  • البروجيسترون (بالإنجليزية: Progesterone): يتم فحصُ هذا الهرمون في الدم لمعرفةِ ما إذا كانت المرأة في فترة الإباضة، إذ يؤكّد هذا الهرمون على وجود التبويض لديها.[٣][٤]
  • موجِّهات الغدَّة التناسليَّة (بالإنجليزية: Gonadotropins): يتم فحص هذا الهرمون في حالة الدورة الشهرية غير المنتظمة، وهو هرمون يحفّز المبيض لإنتاج البويضات.[٣]
  • الهرمون المنشط للحويصلة (بالإنجليزية: Follicle Stimulating Hormone): يحفّز هذا الهرمون نضْجِ وتطوّر الحويصلات التي تحتوي على البويضات، لذا في حال النساء اللَّواتي لا يحضن أبدًا، تكون مستويات هذا الهرمون منخفضة في جسمها.[٥]
  • الهرمون المنشّط للجسم الأصفر (بالإنجليزية: Luteinising hormone): أو ما يُعرف بالهرمون الملوتن، يعمل هذا الهرمون على تحفيز النمو السريع للجريب الذي يحتوي على البويضة، قبل فترة الإباضة مباشرة.[٥]
  • هرمون الحليب أو البرولاكتين (بالإنجليزية:Prolactin): يُجهّز هذا الهرمون الثديَّين لإدرار الحليب بعد الولادة، ونفسّر مستوياته كالتالي:[٥]
  • المستويات المرتفعة أثناء الحمل: بسبب الدور الذي يؤديه هذا الهرمون في تجهيز الثديين للإرضاع بعد الولادة.
  • المستويات المرتفعة في غير الحمل: يمكن أن ترتفع مستوياته أيضًا عند النساء اللَّواتي وصلن لفترة انقطاع الطَّمث، أو يعانين من زيادة الفترة الفاصلة بين طمثٍ وآخر، كما يمكن أن يحدث ذلك بسبب تناول بعض الأدوية أو وجود ورمٍ صغيرٍ في الغدَّة النخاميَّة.
  • الهرمون المنشط للغدَّة الدرقيَّة (بالإنجليزية:Thyroid Stimulating Hormone): يعطي قياس هذا الهرمون مؤشرًا لحالة الغدَّة الدرقيَّة، حيث أنَّ عدم انتظام الدورة الشهريّة قد يكون بسبب كسلٍ في الغدَّة الدرقيَّة.[٥]
  • الأندروجينات أو الهرمونات الذكوريَّة (بالإنجليزية:Androgens): قد يكون ارتفاع مستويات الأندروجينات لدى المرأة سببًا في مشاكل التبويض، أو دليلًا على أنها تعاني من متلازمة المبيض متعدد الكيسات (بالإنجليزية: Polycystic Ovarian Syndrome).[٥] وقد تشمل فحوصات الأندروجينات ما يأتي:[٦]
  • التيستوستيرون الكامل (بالإنجليزية: Total Testosterone).
  • 17- الفا هايدروكسيبروجيسترون (بالإنجليزية: 17-α Hydroxyprogesterone).
  • ديهايدروبنيستيرون سلفيت (بالإنجليزية: Dehydroepiandrosterone Sulfate).
  • فحص مخزون المبيض: أو احتياطيّ المبيض، كما يعرف باسم فحص الهرمون المضاد لمولر (بالإنجليزية: Anti Mullerian Hormone)، وهو أحد تحاليل الدم التي تعطي فكرةً عن كمية البويضات المتبقيَّة في المبيض، ومعرفة فيما إذا كان عدد البويضات في مبيضيها طبيعيًا بالنسبة لعمرها،[١] فكلّما ارتفع مستوى البويضات في المبيضين، ازدادت فرص الحمل لديها.[٢]


قد تحتاج المرأة في بعض الحالات، إلى إجراء الفحوصات في أيامٍ محددةٍ من الدورة الشهريّة، مثلًا، يتم فحص الهرمون المنشِّط للحويصلة، والهرمون المنشِّط للجسم الأصفر، في اليومين الثاني أو الثالث من الدورة الشهريّة، وربما قد تحتاج لإعادة إجراء الفحوصات مرةً أخرى في منتصف الدَّورة الشّهرية، ويعود سبب ذلك إلى أن هذا الهرمون يصل أعلى مستوياته في منتصف الدورة الشهريّة، وبعد انتهاء فترة الإباضة يقوم الطبيب عادةً بفحص هرمونيّ الإستروجين والبروجيسترون مرة ثانية، ويقارنها بالنتائج التي حصل عليها في اليوم الثاني أو الثالث للدورة الشهرية.[٧]


تصوير الرحم بالصبغة

يعني تصوير الرحم بالصبغة (الصورة الملوّنة للرحم) أنه فحص يتم فيه إدخال أنبوب قسطرة رفيعٍ إلى فتحة عنق الرحم من خلال المهبل، ويتم حقن صبغة اليود داخل هذا الأنبوب، والتي تملأ بدورها الرحم وقنوات فالوب (الأبواق)، ومن ثم تظهر النتيجة على شاشة تشبه التلفاز، لمعاينتها والتأكد من أنّ شكل الرحم طبيعي وأنّ قناتي فالوب مفتوحة.[٦]


فحص الإباضة المنزلي

يُستخدم فحص الإباضة المنزلي للكشف عن مستوى الهرمون المنشط للجسم الأصفر في البول، وبالتالي الكشف عن حدوث الإباضة، وتحديد الأيام التي تكون فيها بأعلى خصوبةٍ ممكنة، لكن من مشاكل هذا الفحص أنّه يمكن أن يكون غالي الثمن عند شرائه من الصيدليات، كما يجب أن تكون الدورة منتظمة، وعدد أيامها ثابتاًً بين 25 إلى 35 يوماً حتى ينجح الفحص.[٦]


فحص الكلاميديا

تعد الكلاميديا أحد أسباب مرض التهاب الحوض، والذي قد ينتج عنه مشكلات في الخصوبة لدى المرأة، وعدوى الكلاميديا هي أكثر أنواع الأمراض المنتقلة جنسياً شهرةً، لذلك من الممكن أن يجري الطبيب هذا الفحص عن طريق أخذ مسحة لعنق الرحم، أو تحليل عينةٍ من البول.[٨]


تصوير الموجات فوق الصوتية

يستخدم تصوير الموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasound Scan) أو ما يُعرف بالسونار للتحقق من سلامة الرحم، والمبيضين، وقناتي فالوب، إذ إنّ بعض المشاكل التي يمكن أن تمنع الحمل، يتم اكتشافها بهذه الطريقة مثل بطانة الرحم المهاجرة (بالإنجليزية: Endometriosis)، أو الأورام الليفية في الرحم (بالإنجليزية: Fibroids)، ويمكّن هذا التصوير الطبيب من الكشف عن وجود انسدادٍ في إحدى قناتي فالوب أو كلاهما، والذي يحدّ حركة البويضات من المبيضين إلى الرحم،[٩][٣] وقد يطلب الطبيب من السيدة أثناء فحص السونار أن تستلقي على ظهرها، أو على جنبها، مع ثني ركبتيها إلى صدرها، ثم يقوم بإدخال مسبارٍ (مجس) إلى المهبل بلطف، وقد يسبب ذلك الانزعاج قليلاً ولكنه لا يستغرق الكثير من الوقت ولا يسبب ألماً في العادة، وبعد ذلك تظهر الصور على الشاشة لمعاينتها.[١٠]


تنظير البطن

يتم هذا الفحص من خلال عمليةٍ جراحية صغيرةٍ، يُحدث الطبيب فيها شقٌ صغيرٌ تحت السرّة، ويتم إدخال منظارٍ رفيعٍ لمعاينة المنطقة، حيث يتم بهذا الفحص الكشف عن المشكلات المحتملة في الرحم، أو المبيضين، وأيّ انسدادٍ حاصل في قناتي فالوب، وأيّة ندوبٍ متشكّلة في الأعضاء الداخلية.[١١]


تصوير الرحم المائي

يتمّ إجراء تصوير الرحم المائي (بالإنجليزية:Sonohysterograhy) عن طريق استخدام الألتراساوند المهبلي الداخلي، بعد ملء تجويف الرحم بالمياه المالحة المعقمة، إذ يساعد هذا التصوير الطبيب على تشخيص الأورام الليفية، واللحميات، وأيّ أشكال أخرى لنمو نسيج غير طبيعي أو تلف في الرحم،[١٢] ويفضل القيام بهذا الفحص بعد أسبوعٍ من انتهاء الحيض لتجنّب الإصابة بالعدوى، كما قد يُطلبُ من المرأة أن تخلع إكسسواراتها وترتدي ثوب العمليات.[١٣]


متى تطلب هذه الفحوصات؟

تُطلَب فحوصات الخصوبة من النساء اللواتي تنطبق عليهن أحد الشروط التالية:

  • إذا لم تتمكن المرأة من الحمل بعد سنةٍ كاملةٍ من المحاولة، وبشكلٍ منتظم دون استخدام إحدى وسائل تنظيم الحمل.[١٤][٢]
  • إذا كان عمر المرأة أكبر من خمسةٍ وثلاثين عاماً، ولم تتمكن من الحمل بعد ستة أشهرٍ من المحاولة.[١٤]
  • الإجهاضات المتكررة.[١٢]
  • تأكيد أو احتمالية عقم الزوج.[١٢]
  • تشخيصٌ مسبق للإصابة بمرض التهاب الحوض أو بطانة الرحم المهاجرة.[١٢]
  • تشخيص مشاكل في الجهاز التناسلي كمشكلات قناتي فالوب، أو الرحم، أو المبيضين.[١٢]
  • غزارة الطمث، أو عدم انتظامه كأن تكون الفترة بين كل حيضة وأخرى أكثر من 35 يوم، أو انقطاعه.[١٢]


المراجع

  1. ^ أ ب "Fertility Tests", IVF Australia, Retrieved 29/12/2020.
  2. ^ أ ب ت "Fertility Tests for Women", www.webmd.com, Retrieved 6/1/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Diagnosis -Infertility", NHS, Retrieved 29/12/2020.
  4. "Female infertility", www.mayoclinic.org, Retrieved 6/1/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج "Fertility testing", the womens, Retrieved 29/12/2020.
  6. ^ أ ب ت "female-infertility", reproductivefacts, Retrieved 31/1/2021. Edited.
  7. "Fertility Tests for Women", www.webmd.com, Retrieved 6/1/2021. Edited.
  8. "fertility tests", pregnancy birth and baby, Retrieved 29/12/2020.
  9. "Fertility tests", www.pregnancybirthbaby.org.au, Retrieved 6/1/2021. Edited.
  10. "Ultrasound scan", www.nhs.uk, Retrieved 6/1/2021. Edited.
  11. "infertility", mayoclinic, Retrieved 29/12/2020.
  12. ^ أ ب ت ث ج ح woman should consider fertility,of trying to get pregnant. "Fertility Testing & Diagnosis for Women", fertility.womenandinfants.org, Retrieved 6/1/2021. Edited.
  13. "Sonohysterography", www.radiologyinfo.org, Retrieved 6/1/2021. Edited.
  14. ^ أ ب "Evaluating Infertility", www.acog.org, Retrieved 6/1/2021. Edited.