تشتهي العديد من الحوامل تناول بعض أنواع الأطعمة، وقد تكون هذه الرّغبة شديدة ومفاجئة، وهو ما يُعرَف بالوحام أو وحام الحمل (Pregnancy cravings)، يؤثر في 84% من الحوامل حول العالم، وللوحام عدة أنواع:[١][٢]



في حالاتٍ قليلة نادرة قد تشتهي الحوامل تناول مواد غريبة، مثل الأتربة أو الأوساخ، أو أقلام التّلوين وهي حالة خاصّة يُطلَق عليها اسم بيكا (Pica).




متى يبدأ الوحام؟

يبدأ الوحام في الثلث الأول من الحمل (الأشهر الثلاث الأولى)، ويبلغ ذروته في الثلث الثاني له، ثم يبدأ بالتراجع في الثلث الثالث، لكن في بعض الحالات قد يستمرّ الشعور به إلى ما بعد الولادة، وقد تشعر بعض الحوامل بالوحام لفترةٍ زمنيةٍ مؤقتة خلال الحمل كيوم أو أسبوع أو شهر، بينما قد لا تشعر بعض الحوامل به على الإطلاق.[٢][٣]


ما أسباب الوحام؟

ما زال السبب الرئيسي للوحام غير معروف حتى الآن، إلا أنه يمكن ترجيح عدد من النظريات التي قد تفسر سبب اختلاف شهية المرأة خلال الحمل، فيجعلها ترغب بتناول أطعمةٍ كانت تنفر منها سابقًا، أو تنفر من أطعمةٍ كانت تحبها،[٤] ومن هذه النظريات:[٢]

  • المستويات المرتفعة من هرمونات الحمل: تؤدي هرمونات الحمل دورًا في شهية الحامل، وخاصّة في المراحل المبكّرة من الحمل، والتي يكون فيها مستوى هرمونات الحمل مرتفعًا، كما يُعتقَد أنه إذا كانت المرأة تشتهي تناول الشوكولاتة مثلاً قبل حدوث الدورة الشهرية المعتادة، فهي قد تشتهيها خلال فترة الحمل أيضًا.
  • حاجة الجسم إلى بعض العناصر الغذائية: تزداد حاجة المرأة خلال الحمل إلى بعض العناصر الغذائية، وفي بعض الحالات يمكن أن تعاني من نقصٍ في أحد العناصر الغذائية كالحديد، مما يجعلها تشتهي أنواعًا معينة من الأطعمة الغنية بهذه العناصر، بحيث يكون الوحام طريقة يعبّر فيها الجسم عن حاجته للعنصر الغذائي.[٢]
  • تمنح بعض الأطعمة الحامل الشعور بالراحة: إذ يمكن لفترات انتظار الطفل أو فترة الحمل بشكل عام أن تكون مُرهِقَة على الأم، ولتُشعِر نفسها بالراحة تشتهي الأطعمة التي تحبها.[٢]
  • أسباب أخرى: مثل ازدياد حساسية مستقبلات الشم والتذوق عند الحامل، أو نتيجة عوامل نفسية أو عوامل مجتمعية.[٢]


ما الأطعمة التي تتوحم عليها الحامل؟

يوجد اختلافٌ كبير بين الأطعمة التي قد تشتهيها الحوامل،[٥] بينما قد تتشابه الأطعمة التي تشتهيها الحامل أو تنفر منها خلال فترة الحمل مع ما تشتهيه أو تنفر منه خلال فترة ما قبل الدورة الشهرية،[٦][٧] وقد ترغب بعض الحوامل بتناول عدد من الأطعمة الشّائعة هي:[٢]

  • الحلويات: مثل السكاكر والمثلجات.
  • منتجات الألبان: مثل الجبن والقشدة الحامضة، إذ تحتوي معظم منتجات الألبان على السكر والكالسيوم، مما يجذب الحامل نحوها.
  • الكربوهيدرات النشوية: والتي تشمل الخبز، والمعكرونة، والبطاطس.
  • الوجبات السريعة: مثل البيتزا والأكل الصيني.
  • الأطعمة الحارة: يُعتقَد أن الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الحارة هي آلية طبيعية يستخدمها جسم الحامل لتهدئة نفسه خلال عملية التعرّق، ولكن يجب الحدّ منها خلال فترة الحمل، فقد تسبب حرقة المعدة وآلامها.
  • المخللات: توفر نسبةً مرتفعة من الملح الذي تشتهي الحوامل تناوله.
  • اللحوم الحمراء: تنفر بعض الحوامل من تناول اللحوم الحمراء، بينما تجتاح العديد منهن رغبةً شديدة في تناولها، وقد يكون السبب في ذلك هو التقلّبات الهرمونية وانخفاض مستوى الحديد في الجسم، لذلك يمكن تناولها باعتدال وبعد استشارة الطبيب في ذلك.
  • زبدة الفول السوداني: تتزايد رغبة بعض الحوامل بتناول زبدة الفول السوداني خلال الحمل، لكن لا بدّ من التحكّم بهذه الرغبة، وتناول كمياتٍ معتدلة من زبدة الفول السوداني إلى جانب الفواكه أو توست القمح.
  • الأطعمة الحامضة: مثل: الليمون أو الخل.


ما علاقة الوحام بجنس الجنين؟

يعتقد بعض الأشخاص أن الرغبة الشديدة في تناول بعض أنواع الطعام لدى المرأة الحامل ترتبط بجنس الجنين، لكن لا يوجد دليلٌ علمي يدعم هذه المعتقدات، فحسب الخرافات إذا كانت الحامل تتوحم على الحلويات أو منتجات الألبان، ففي الغالب الجنين فتاة، بينما إذا كانت تتوحم على الأطعمة الحامضة أو المالحة أو الغنية بالتوابل أو الغنية بالبروتين، فعلى الأغلب الجنين ذكر،[٨] وتبقى الطّريقة الوحيدة الصّحيحة للتنبؤ بجنس الجنين هي بإجراء تصوير السونار بعد الأسبوع العشرين من الحمل.[٢]


هل الوحام خطير؟

لا يُشكّل الوحام حالة خَطِرة على الأم أو الطفل، بينما إذا كان وحام الحامل مرتبطًا بتناول مواد غريبة فقد يكون ذلك إشارةً إلى نقصٍ في أحد العناصر الغذائية في جسم الحامل، وعلى الأغلب نقصٌ في عنصر الحديد أو الزنك إلا أن ذلك ما زال غير مؤكّدٍ حتى الآن، وهي حالة ضارّةً على الحامل وطفلها، مما يُعرّض الطفل لأن يُصاب بمشاكل لاحقة في حياته، كصعوبات التعلّم أو اضطراب نقص الانتباه نتيجة التسمم بالمواد السامة قبل الولادة، لذا لا بد من استشارة الطبيب على الفور في مثل هذه الحالة.


كيف أتعامل مع الوحام؟

قد لا يختفي الشعور بالوحام عند بعض الحوامل حتى الشهر الرابع من الحمل تقريبًا،[٧] لذلك لا بدّ من التعرّف إلى عدد من الممارسات التي تساعد على التّعامل مع الوحام خلال فترة الحمل،[٩][٧] والتي هي:

  • حاولي صرف الذهن عن تناول الطعام: يمكنِ الذهاب في نزهةٍ قصيرة، أو قراءة كتاب ما، والانتظار لوقت تناول الطعام طالما أنكِ تتناولين وجباتٍ متوازنة خلال اليوم.[٢]
  • حاولي إرضاء رغبتك بتناول القليل من بعض أنواع الأطعمة: كأن تتناولي كيس رقائق البطاطس الحجم الصغير بدلاً من الكبير للتقليل من استهلاك الدهون الكلي.[٢]
  • احتفظي بالأطعمة الصحية في المنزل: يمكنكِ تخزين الشوكولاتة الداكنة، أو الفواكه المجمّدة، أو الحليب والزبادي بدلاً من الأطعمة غير الصّحية.[٢]
  • اشربي كميات كافية من الماء والسوائل الأخرى: مما يحميك من الجفاف، ويقلل شعورك بالجوع والوحام.[٢]
  • لا تفوتي وجبة الإفطار: ابدأي يومك بوجبة إفطارٍ صحية مغذية تمدك بالطاقة طول اليوم وتجنّبك اشتهاء الأطعمة في وقت لاحق من اليوم.[٢]
  • ركّزي على الأطعمة قليلة السعرات الحرارية: مثل الزبادي المجمّدة، أو المثلّجات قليلة الدسم، أو الفاكهة المجمّدة.[٢]
  • تجنّبي الأطعمة التي لا يُنصَح بتناولها خلال فترة الحمل: والتي تشمل البيض غير المطبوخ جيدًا، وبعض أنواع اللحوم، والأسماك التي تحتوي على مستوياتٍ مرتفعة من الزئبق ومنتجات الألبان غير المبسترة.[٢]
  • تناولي نظام غذائي متوازن: يشتمل النظام الغذائي المتوازن على مصادر بروتين خالية من الدهون، ومنتجات الألبان قليلة الدسم، والحبوب الكاملة، والفواكه، والخضراوات، والبقوليات، فعندما يكون نظامكِ الغذائي متوازنًا، لن يؤثر القليل من الأطعمة غير الصّحية على تغذية جنينك.[٢]
  • تناولي الطعام بانتظام: يكون ذلك عن طريق تقسيم وجبات الطعام إلى ست وجباتٍ صغيرة وكافية، وذلك لتفادي حالات انخفاض نسبة السكر في الدم، والتي تؤدي إلى رغبةٍ شديدة في تناول الطعام.[٢]
  • مارسي التمارين الرياضية: والتي يسمح بها الطبيب خلال أيّ وقتٍ من اليوم، إذ تساعد ممارسة الرّياضة على إفراز هرمون الإندورفين الذي يحسّن المزاج، ويساعد على التقليل من اشتهاء تناول بعض أنواع الأطعمة.[٢]


دواعي مراجعة الطبيب

لا يعدّ الوحام حالة تستدعي القلق، لكنه قد يكون في بعض الأحيان إشارةً إلى حالةٍ تستدعي مراجعة الطبيب على الفور، وذلك في إحدى الحالات التالية:[١٠][٧]

  • اشتهاء الحامل تناول الأوساخ أو الصابون، أو غير المواد الغذائية، فقد يكون ذلك علامةً على الإصابة بحالة بيكا.
  • اشتهاء الحامل شرب الكحول أو المخدرات أثناء الحمل، والذي يحمل بدوره خطرًا على الطفل.
  • الغثيان في الصباح والنفور الشديد من بعض أنواع الأطعمة، ففي هذه الحالة يلزم وصف العلاج المّناسب من قِبَل الطبيب.


أفكار لوحام صحي

تستطيع الحامل أن تستبدل بعض المأكولات غير الصّحية التي تشتهي تناولها خلال الحمل بأكلاتٍ صحية، وقد يساعد هذا الجدول في إيضاح هذه الأفكار كالتالي:[١١]


إذا كنتِ تتوحمين على..
جربي تناول..
الآيس كريم
زبادي مجمّد خالي الدسم.
كريمة مخفوقة
حليب مثلّج بارد خالي الدسم ومخفوق بخلاّط يدوي.
كولا
ماءٌ معدني مع عصير الفواكه أو الليمون.
اللحوم
لحوم قليلة الدسم، أو خالية من الدهون، مثل لحم الديك الرومي، أو فول الصويا، أو نقانق اللحم البقري.
دونات / معجنات
خبز مصنوع من الحبوب الكاملة مع مربى الفاكهة الطازجة.
الفواكه المعلّبة 
فواكه طازجة، أو فواكه مجمّدة غير محلاة، أو فواكه محفوظة في الماء، أو عصير طازج.
إضافات المثلّجات
التوت الطازج أو الموز.
الكريمة الحامضة
كريمة حامضة خالية من الدسم، أو الزبادي بنكهة الأعشاب.
رقائق البطاطس
رقائق البطاطا قليلة الصوديوم أو قليلة الدسم، أو الفشار أو البسكويت المملح.
حبوب الإفطار الغنية بالسكر
حبوب الإفطار المصنوعة من الحبوب الكاملة أو دقيق الشوفان مع القليل من السكر البني.
الكيك
كيك الموز الصحي.


المراجع

  1. "When Do Pregnancy Cravings Start?", healthline, Retrieved 30/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ظ ع غ ف "When Do Food Cravings Start In Pregnancy And What Do They Indicate?", momjunction, Retrieved 30/1/2021. Edited.
  3. "When Do Pregnancy Cravings Start?", healthline, Retrieved 30/1/2021. Edited.
  4. "Food Cravings and Aversions During Pregnancy", whattoexpect, Retrieved 30/1/2021. Edited.
  5. "pregnancy cravings", verywellfamily, Retrieved 30/1/2021. Edited.
  6. "When Do Pregnancy Cravings Start?", healthline, Retrieved 30/1/2021.
  7. ^ أ ب ت ث "pregnancy lifestyle", flo, Retrieved 30/1/2021. Edited.
  8. "Cravings and the Sex of Your Baby", hellomotherhood, Retrieved 30/1/2021. Edited.
  9. "Coping With Pregnancy Food Cravings", webmd, Retrieved 30/1/2021. Edited.
  10. "When Do Pregnancy Cravings Start?", healthline, Retrieved 30/1/2021. Edited.
  11. "Pregnancy Cravings: When You Gotta Have It!", webmd, Retrieved 30/1/2021. Edited.